سجلت "ميتا"، الشركة الأم ل"فايسبوك" و"إنستغرام"، تراجعا في صافي أرباحها خلال الربع الأخير من العام الماضي مع ركود في عدد مستخدمي منصاتها خلال نهاية العام، في نتيجة غير مسبوقة للشبكة الاجتماعية العملاقة. وتعكس هذه الأرقام ازديادا طفيفا مقارنة مع الفترة عينها من العام الماضي، لكنها تعادل تقريبا الأرقام المسجلة في الربع الثالث. أما خدمة "فايسبوك" الأساسية فقد فقدت حوالى مليون مستخدم يومي نشط في ثلاثة أشهر (1,929 مليار مستخدم نهاية ديسمبر). وأظهرت النتائج المالية أن "ميتا" حققت أرباحا صافية ب10,3 مليارات دولار في الربع الأخير من العام الماضي، مسجلة انخفاضا بنسبة 8 في المائة عن الفترة عينها من العام السابق. وخيبت الشركة آمال المستثمرين، إذ هبط اسمها أكثر من 22 في المائة خلال التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك الأربعاء. ويتماشى حجم مبيعاتها البالغ 33,67 مع توقعاتها، لكن توقعاتها للإيرادات خلال الربع الحالي لا تتخطى 27 إلى 29 مليار دولار، وهو دخل لا يروق للسوق المعتادة على تسجيل مزيد من النمو من جانب الشركة. وأوضحت "ميتا" أنها تواجه صعوبة في جذب المستخدمين بسبب المنافسة، مشيرة إلى أنهم يقضون وقتا طويلا في تصفح مقاطع ال"ريلز" المستوحاة من تطبيق "تيك توك" والتي تدر معدلات مداخيل أقل من منشورات "إنستغرام" التقليدية. وكانت الشركة حذرت من أن القواعد المفروضة من شركة "آبل" العام الماضي حول الإعلانات الموجهة قد تحمل عواقب سلبية على نتائجها المالية خلال الربع الرابع. ويلحظ التحديث الأخير لنظام تشغيل "اي او اس" من "آبل" ضرورة أن يطلب ناشرو التطبيقات إذنا لجمع البيانات، ما يؤثر على شركات كبيرة من بينها "ميتا" التي تعتمد نموذجا اقتصاديا يستند إلى بيع الإعلانات الموجهة بدقة بناء على أذواق المستخدمين وعاداتهم. وأوضحت المحللة الاقتصادية في "eMarketer" ديبرا أهو ويليامسون أن هذا التغيير الأخلاقي والتقني "يؤثر على قدرة ميتا" في تقييم أداء الحملات الإعلانية"، مضيفة "نعتقد أن بعض المعلنين بدأوا ينسحبون جزئيا من "ميتا" في أواخر 2021 وأوائل 2022 لاختبار قنوات رقمية بديلة". وكان المؤسس ل"ميتا" مارك زاكربرغ أعلن عزم الشبكة التركيز على عالم "ميتافيرس" الذي يشكل بنظر كثر مستقبل الإنترنت. ويترجم بناء هذا العالم حاليا باستثمارات بعشرات مليارات الدولارات في قسم "رياليتي لابز"، أحد فروع "فايسبوك". وتحدثت ويليامسون عن شكوك قوية تطال هذه الاستثمارات، مضيفة، "لا شك في أن "ميتا" ستجرب الإعلانات والتجارة الإلكترونية في تطبيقاتها المتعلقة بعالم ميتافيرس هذا العام، لكن هذه الجهود ستكون تجريبية ومن غير المرجح أن تسجل إيرادات كثيرة على المدى القريب". وتضررت ثقة المستثمرين كذلك بسبب الفشل الكبير ل"دييم"، وهو مشروع عملة رقمية أطلق عام 2019 لتقديم طريقة دفع جديدة خارج القنوات المصرفية التقليدية. وأعلن الكيان المستقل الذي تولى المشروع الاثنين أنه سيبيع أصوله الرئيسية، ويحل نفسه لعدم تمكنه من إقناع الهيئات الناظمة. وعلق المحلل الاقتصادي روب إندرله قائلا "عندما تظهر شركة أنها فشلت في تحقيق أهدافها، يشير الأمر إلى إمكاناتها التنفيذية للمشروع"، مضيفا "بالإضافة إلى ذلك، يسبب مارك زاكربرغ المزيد من القلق، فهو مالك الشركة الوحيد الذي لا يمكن التحكم بقراراته، ويستمر في ارتكاب الأخطاء". وتواجه "ميتا" عددا من التحقيقات والشكاوى حول استغلال مركزها المهيمن، وتدهورت سمعتها أكثر في الخريف بعد تسريب وثائق داخلية أظهرت أن الشركة "تضع الربح قبل سلامة المستخدمين".