يبدو أن القصر لا يريد التفريط في نزار بركة، الذي أقصاه حميد شباط من قيادة حزب الاستقلال، فعينه الملك محمد السادس, أول أمس, على رأس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مكان شكيب بنموسى، سفير المغرب في باريس. وأول من سيزعجه هذا القرار، هو شباط الذي قال في نزار بركة ما لم يقله مالك في الخمر، قبل أن يصدر بلاغ الديوان الملكي، مشيدا بصهر عباس الفاسي ومعلنا تعيينه على رأس مؤسسة دستورية كبيرة. شباط: أعمش في بلاد العميان خلال مرحلة الصراع الطاحن الذي خاضه الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، ضد معسكر آل الفاسي، طامحا إلى انتزاع قيادة الحزب وإسقاط مرشّحهم عبد الواحد الفاسي؛ كان الوزير الشاب في المالية، نزار بركة، أحد الأهداف التي شملها القفص الكلامي لشباط. فترة الحرب الانتخابية داخل حزب الاستقلال، تزامنت مع حصول بركة على اعترافات دولية بكفاءته في المجال المالي والاقتصادي، من بينها لقب أحسن وزير للمالية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. «إذا كان نزار بركة قد اختير أحسن وزير للمالية فلأن المغرب نموذج في المنطقة، وهي منطقة تعرف صراعات خطيرة وإراقة للدماء ولا تواجد لوزارة المالية في هذه المنطقة من سوريا إلى مصر فتونس…» يقول شباط في برنامج إذاعي شاركت فيه «أخبار اليوم»، مضيفا أن «بركة قد يكون اختير كأحسن وزير في الديون الخارجية وربما لأنه تلميذ مجتهد في التقويم الهيكلي، وإن كان في اختياره من شرف، فأنا أعطيه للسيد عبد الإله بنكيران». وفي برنامج آخر، يوجد تسجيله في موقع «يوتوب»، علّق شباط ساخرا من الشهادات التي يحصل عليها بركة بالقول: «يلا بدينا نقارنو ريوسنا مع تونس وليبيا وما تعيشه اليوم من مصائب، قضي الأمر.. لعمش فبلاد العور (العميان) كحل العينين.. قضية تصنيفات الأبناك الدولية فهذا حسب التعامل معها، فإذا كنا تلاميذ جيدين وننصت لهم حين يقولون لنا ارفعوا سعر الخبز والكهرباء والغاز، فبالضرورة سيصنفوننا جيدا».
الملك: خصال التجرد والكفاءة الصيغة التي صدر بها بلاغ الديوان الملكي، مساء أول أمس، معلنا استقبال نزار بركة من طرف الملك محمد السادس، مباشرة بعد الاستقبال الذي حظي به الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، شكيب بنموسى، لن تكون إلا بمثابة الحمام البارد بالنسبة للقيادة الجديدة لحزب الاستقلال. هذه القيادة التي بنت خطابها في مرحلة السعي إلى زعامة الحزب على مهاجمة المنتسبين إلى عائلة «آل الفاسي»، ثم تلاها هجوم مباشر من حميد شباط استهدف نزار بركة بعد انتهاء المعركة الحزبية؛ كان عليها، أول أمس، أن تنصت إلى نص البلاغ الملكي، وهو أن «جلالة الملك عيّن السيد نزار بركة رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي». أكثر من ذلك، أسهب البلاغ الملكي في تعداد صفات نزار بركة الحميدة وإبراز مظاهر كفاءته، حيث قال إن « جلالة الملك أعطى خلال هذا الاستقبال، للسيد بركة، توجيهاته السامية لمواصلة قيام المجلس بالمهام الاستشارية الموكولة إليه، في مختلف القضايا ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وتعزيز إسهامه الفعّال في سبيل النهوض بأوراش التنمية البشرية والمستدامة، مشيدا جلالته، بما يتحلى به السيد نزار بركة من تجربة واسعة، ومن خصال التجرد والكفاءة، وبما أبان عنه من تفان ونكران ذات وروح المسؤولية العالية، في مختلف المهام الحكومية والإدارية التي تقلدها».