بدأت قناة "الجزيرة اميركا" جهودها لاستقطاب المشاهدين الاميركيين الثلاثاء بشنها حملة دعائية واسعة تستخدم فيها القنوات الاعلامية التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي قبل اطلاق قناتها التي يمكن مشاهدتها من خلال الاشتراك المدفوع, متعهدة بالتفوق على منافساتها من خلال الصحافة الجادة والعميقة. وقبيل اطلاق القناة في الساعة 19,00 تغ, نشرت شبكة الجزيرة الاعلامية التي مقرها قطر, اعلانات على صفحات كاملة في صحف نيويورك تايمز وول ستريت جورنال ويو اس ايه توداي, كما اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وتمبلر. وجاء في الاعلان الذي نشر في وول ستريت "غير الطريقة التي تنظر بها الى الاخبار .. احصل على اخبار اكثر عمقا واوسع افقا كل يوم". وعلى موقع فيسبوك وصفت "الجزيرة اميركا" نفسها بانها "القناة التلفزيونية الاخبارية الاميركية الجديدة التي تطلعك على قصص انسانية في قلب الاخبار". ومن المفترض ان تصل القناة الى اكثر من 40 مليون منزل وتوسع انتشار الجزيرة رغم التساؤلات حول كيفية استقبال الجمهور الاميركي لها. وحتى قبل اطلاقها, ازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي باخبار عن القناة وبرامجها الجديدة. واعرب البعض عن قلقهم من ان توقف الجزيرة بث قناتها الانجليزية المباشر على الانترنت نظرا لان ذلك من احد شروط العقود للبث بالاشتراك في الولاياتالمتحدة. وعلى فيسبوك حصلت صفحة الجزيرة اميركا على 66 الف "لايك", والعديد من التعليقات. وكتب احد الاشخاص "رائع, انا متشوق لمشاهدة ما ستعرضونه". الا ان اخر قال "من الافضل لكم ان تتبنوا الاساس الذي يقوم عليه هذا البلد وهو ان الناس احرار والا فاننا سنخرجكم من هذا البلد". وقال اخرون انه من غير الواضح ما اذا كانت القناة ستاتي بجديد. وقال جيف جارفيس الاستاذ في جامعة سيتي في نيويورك على موقع غوغل+ انه يشك في ذلك. ويوضح "لقد عينوا اشخاصا يعملون في قنوات تلفزيونية تقليدية. وقد حاولوا جاهدين عدم تعيين اجانب. ولكنني كنت امل في شكل جديد بافاق جديدة". وسيتمكن الاميركيون من الحصول على 14 ساعة من الاخبار والبرامج الوثائقية والبرامج الحوارية يوميا, كما سيحصلون على نشرة اخبارية كل ساعة على مدى 24 ساعة. ولكن النقطة التي تركز عليها القناة لاستقطاب المشاهدين هي بث التحقيقات التي تتجاهلها المؤسسات الاخبارية الاخرى. ومع ذلك فانه من المرجح ان تلقى هذه القناة تحديا صعبا عند الجمهور الاميركي بسبب تاريخها في الشرق الاوسط, حيث كانت الوسيلة الاعلامية التي تبث تسجيلات الفيديو لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل. ويزعم بعض المحافظين انها لا تزال معادية للغرب. وقال ايهاب الشهابي الرئيس التنفيذي المؤقت لقناة "الجزيرة اميركا" ان المشاهدين الاميركيين سيقتنعون بالقناة عندما يرون برامجها. وقال ان استطلاعات الراي تشير الى ان "75% من الناس الذين لم يشاهدوا الجزيرة كانت اراؤهم سلبية بينما كانت اراء 90% من الذين شاهدوا الجزيرة ايجابية". ومنذ شرائها قناة "كارنت تي في" الاميركية التي كانت تعاني من مشاكل, اضافت الجزيرة اسماء مشهورة الى قطاع التلفزيون مثل الصحافي السابق في شبكة سي ان ان وشبكة سي بي اس جوي تشين, والصحافي السابق في شبكة ان بي سي جون سيغنثالر اضافة الى ديفيد شوستر الصحافي المخضرم الذي عمل في شبكتي فوكس نيوز وام اس ان بي سي. وستقدم الجزيرة اميركا اضافة الى الاخبار على مدار الساعة, العديد من البرامج. ولن تعرض القناة سوى ست دقائق من الاعلانات كل ساعة مقارنة مع معدل 15 دقيقة لمعظم القنوات الاخرى. ومقر الجزيرة في الولاياتالمتحدة هو في مدينة نيويورك حيث تمتلك مركزا اخباريا كبيرا واستوديو مقابل محطة بين. وفي واشنطن تعمل القناة من استوديو كانت تعمل منه شبكة ايه بي سي في متحف الاخبار "نيوسيوم" المطل على مبنى الكونغرس.