في ظل تنامي استخدام الأطفال المغاربة للأنترنيت بنسب تصل إلى 90 في المائة من عموم الأطفال، كشفت دراسة جديدة، أجرتها شركة "كاسبرسكي" أن جزءً هاما من الأطفال المغاربة صاروا عرضة للمحتوى الجنسي الإلكتروني، أو أصبحوا ضحايا للتنمر أو مشاركين فيه باستخدام الأنترنيت، فضلا عن تقلص الحضور الاجتماعي للأطفال في الأوساط، التي يعيشون فيها. الدراسة، التي أنجزت حول "استعمال الأطفال المغاربة للهواتف الذكية" كشفت أن 3 في المائة من آباء الأطفال المغاربة صرحوا بأن أطفالهم سبق لهم أن كانوا ضحايا التنمر عبر الأنترنت. كما أن واحدا من كل 10 آباء جرى استدعاؤه من لدن المؤسسة، التي يتابع فيها ابنه دراسته، لكونه ساهم في إهانة أحد الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي كشفت فيه منظمة "اليونسكو" أن طفلا من أصل 3 يتوصل برسائل إباحية جنسية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد 9 في المائة من الآباء المشاركين في الاستطلاع أن أبناءهم تعرضوا لمحتوى جنسي صادم خلال إبحارهم على الأنترنت، كما اعترفت عائلة واحدة من أصل 4 أن طفلهم سبق له مواجهة هذا النوع من المحتوى، الذي يتجاوز سنه. كما صرحت واحدة من كل 3 عائلات أن أطفالها أضحوا اجتماعيين بشكل أقل منذ حصولهم على هاتف ذكي. كما تبين الدراسة شبه غياب الآباء في مراقبة استخدام أبنائهم للأنترنيت، إذ إن 88 في المائة من الآباء، المشمولين بالدراسة، لم يسبق لهم الاعتماد على برنامج الرقابة الأبوية لأجهزة أطفالهم، فيما 46 في المائة منهم -الآباء- لا يعرفون الطريقة، التي يجب التعامل بها في حالة ما تعرض أبناؤهم للتنمر على الأنترنيت. وبحسب الدراسة لا يُمكن حصر مخاطر التعرض المفرط للشاشات ،والإنترنت بالتجارب السيئة، التي يمكن أن يقوم بها الطفل على الأنترنت فقط، بل تتجاوز ذلك للوصول إلى المخاطر، التي من شأنها أن تقف عائقا أمام نموه، وقدرته الاجتماعية بالشكل السليم. وفي هذا الصدد، لاحظ 31 في المائة من الآباء المغاربة انخفاضاً في مدى تفاعل أبنائهم على المستوى الاجتماعي، وأشار 9 آباء من أصل 10 أنهم تجادلوا مع أطفالهم بسبب موضوع على صلة بالتكنولوجيا الرقمية، كما أن 9 آباء من أصل 10 يشعرون بأنهم فقدوا التحكم التام على أبنائهم عندما يتعلق الأمر بعالم التكنولوجيا. وحول هذه الدراسة، قالت جانيس ريتشاردسون، كاتبة، ومعلمة، وخبيرة في مجلس أوروبا، واليونيسكو إن النتائج المذكورة تؤكد ما خلصت إلىه دراسة استقصائية سابقة، أجراها مجلس أوروبا بمشاركة 21 ألفا من الآباء الأوروبيين في 2020-21، والتي جاء فيها أن الآباء يُحسون بأنهم غير قادرين على حماية أطفالهم حين يتعلق الأمر بعالم الأنترنت، ويبحثون عن أفضل السبل، والأدوات للقيام بذلك. وتُفيد النتائج أن الفجوة الرقمية في الاتصال بين الأجيال تؤثر بشكل متزايد على المجتمع، وبناء على ذلك، ينبغي أن نعمل يدا في يد قبل فوات الأوان". وفي المقابل، أكد يوسف بنطالب، مدير المركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات، والابتكار أن موضوع الأمن الحاسوبي للأطفال في المغرب يجب أن يؤخذ على محمل الجد، سواء من حيث الاستخدام، أو السلوك، دون نسيان دور الوالدين في مكافحة المخاطر الحاسوبية، ومراقبة الأطفال، ومرافقتهم على الأنترنت.