كشفت دراسة حديثة عن أرقام صادمة بخصوص استعمال الأطفال المغاربة للهواتف الذكية، حيث أظهرت أن "حوالي 90 بالمائة من الأطفال يستخدمون الهواتف الذكية بشكل يومي"، وهو ما يجعلهم عُرضة لمحتوى جنسي صادم، ورسائل إباحية وأيضا للتنمر والمشاهد العنيفة على مواقع التواصل الاجتماعية. الدراسة أجرتها شركة "كاسبرسكي" ومكتب Immersion، من أجل تسليط الضوء على مدى حماية الآباء المغاربة لأبنائهم على الانترنت، ومدى قدرتهم على ضمان تجربة إبحار آمنة على الإنترنت، خصوصا في ظل ارتفاع عدد الأطفال الذين يستخدمون الانترنت، وهي العملية التي تكون في معظم الأحيان بدون رقابة أبوية. وتم إجراء هذه الدراسة خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 4 نونبر 2021، حيث شملت ما مجموعه 1131 من الآباء، منهم 52 في المائة فتيات و48 في المائة ذكور، 58 في المائة من المستجوبين لديهم طفل يتابع دراسته في المستوى التعليمي، 27 في المائة الإعدادي، و15 في المائة الثانوي. وأشارت الدراسة التي حصلت "العمق" على نتائجها، إلى أن 9 آباء مغاربة من أصل 10 يُحسون بأن أطفالهم تجاوزوا قدراتهم المعرفية في كل ما يخص عالم التكنولوجيا، كما أن ما نسبته 60 في المائة من الآباء الذين شملتهم الدراسة كشفوا أنهم لا يثقون في استخدام أطفالهم للأجهزة والمحتويات الرقمية. وبحسب الدراسة ذاتها، فقد كشف 3 في المائة من آباء الأطفال المغاربة أن أطفالهم سبق لهم وكانوا ضحايا التنمر عبر الإنترنت، في حين أن 10 في المائة أكدوا أنه جرى استدعائهم من لدن المؤسسة التي يتابع فيها ابنهم دراسته لكونه ساهم في إهانة أحد الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي كشفت فيه منظمة "اليونسكو" أن طفل من أصل 3 يتوصل برسائل إباحية جنسية على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت الدراسة إن 9 في المائة من الآباء المشاركين في الاستطلاع أكدوا أن أبناؤهم تعرضوا لمحتوى جنسي صادم خلال إبحارهم على الإنترنت، كما اعترفت عائلة واحدة من أصل 4 أن طفلهم سبق له مواجهة هذا النوع من المحتوى الذي يتجاوز سنه. وفي سياق متصل، ترى عائلة من أصل 3 أن صغارها أضحوا اجتماعيين أقل منذ حصولهم على هاتف ذكي. وأكدت الدراسة، أن مخاطر التعرض المفرط للشاشات والانترنيت قد يتسبب في "مخاطر من شأنها أن تقف عائقا أمام نموه وقدرته الاجتماعية بالشكل السليم". ولاحظ 31 في المائة من الآباء المغاربة انخفاضاً في مدى تفاعل أبنائهم على المستوى الاجتماعي، وأشار 9 آباء من أصل 10 أنهم تجادلوا مع أطفالهم بسبب موضوع على صلة بالتكنولوجيا الرقمية، كما أن 9 آباء من أصل 10 يشعرون بأنهم فقدوا التحكم التام على أبنائهم عندما يتعلق الأمر بعالم التكنولوجيا. كما يرى 83 في المائة من الآباء المغاربة، بحسب دراسة "كاسبرسكي"، أن أطفالهم يواجهون في أغلب الأحيان محتوى عنيف على شبكة الإنترنت، كما أن 82 في المائة من الآباء يظنون أن الترفيه الرقمي يأخذ مساحة أكبر من اللازم في حياة أطفالهم. في السياق ذاته، صرح 39 في المائة من الآباء المغاربة أنهم يمنعون على أبنائهم استخدام تطبيق "تيك توك"، رغم درايتهم الكاملة أنهم يتوفرون على حسابات ويشاهدون جميع المحتويات المنشورة عليه. 78 في المائة من الآباء المغاربة الذين شملتهم الدراسة، أشاروا إلى أنهم ليسوا على معرفة كافية بالطريقة التي يجب بها حماية أطفالهم من الأخطار التي يمكن مواجهتها على الانترنت، في حين أن نصف الأفراد أكدوا معرفتهم بالطريقة المناسبة واللازمة في حالة تعرض طفلهم للتحرش على الإنترنت. وواصلت الدراسة الكشف عن أرقام أخرى صادمة، حيث قالت إن 87 في المائة من الآباء الذين شملهم الاستطلاع، أكدوا أن طفلهم يتوفر على هاتف مربوط بشبكة الإنترنت، 66 في المائة منهم يتوفر أطفالهم على هواتف ذكية خاصة بهم، كما كشف 58 في المائة من الآباء أن طفلهم الذي يتابع دراسته في التعليم الابتدائي (12 سنة وما فوق) يتوفر على هاتف، في حين أن 27 في المائة يتابعون دراستهم في الثانوي. وأوضح 60 في المائة من الآباء المغاربة أنهم لا يثقون في أطفالهم ومدى اختياراتهم الصحيحة فيما يخص استخدام الانترنت، وهو الرقم الذي يتناقض كليا مع استخدام الحلول الرقمية التي تمنع الأطفال من الوصول إلى بعض خصائص الانترنت الخاصة بالكبار، في الوقت الذي أكد 88 في المائة من الآباء أنه لم يسبق لهم في أي مرحلة الاعتماد على تطبيقات خاصة بالرقابة الأبوية. وخلصت الدراسة إلى بعض النصائح للآباء من أجل ضمان إبحار آمن للأطفال على الأنترنت، منها "إرساء قواعد داخل المنزل والتمسك بها قدر الإمكان، ذلك أن دراسة أوروبية حديثة كشفت أن 69 في المائة من الآباء لا يتشبثون بتطبيق القرارات داخل المنزل". وأكدت أنه "من الضروري على الأطفال أن يدركوا أن وقت الشاشة محدود وغير مسموح بمشاهدتها على امتداد ساعات اليوم، كما أن الهاتف الذكي ممنوع على سبيل المثال خلال الآكل أو أثناء القيام بالواجبات المدرسية، وأن للوالدين الحق في الإطلاع على المحتويات المنشورة وغيرها من النقاط الأخرى". ودعت إلى "الاستعانة ببرامج الرقابة الأبوية مثل كاسبرسكي للأطفال الآمنين على كل الأجهزة الرقمية التي يستطيع الطفل الوصول إليها (الكمبيوتر العائلي، والكمبيوتر، والهاتف الذكي الشخصي للأطفال)"، وكذا "فتح المجال للنقاش والتواصل مع طفلك من خلال الاهتمام بأنشطته على الإنترنت، اهتماماته، والمشاهير الذين يتابعهم على صفحاتهم الشخصية".