كشفت شركة "كاسبرسكي" الفاعلة عالميا في مجال الحماية من الفيروسات ومكتب Immersion، عن نتائج دراسة جديدة همت تسليط الضوء على مدى حماية الآباء المغاربة لأبنائهم على الانترنت، ومدى قدرتهم على ضمان تجربة إبحار آمنة على الإنترنت، خصوصا في ظل ارتفاع عدد الأطفال الذين يستخدمون الانترنت، وهي العملية التي تكون في معظم الأحيان بدون رقابة أبوية. أفادت نتائج الدراسة أن 9 آباء مغاربة من أصل 10 يُحسون بأن أطفالهم تجاوزون قدراتهم المغربية في كل ما يخص عالم التكنولوجيا، كما أن ما نسبة 60 في المائة من الآباء الذين شملتهم الدراسة كشفوا أنهم لا يثقون في استخدام أطفالهم للأجهزة والمحتويات الرقمية. وكشف 3 في المائة من آباء الأطفال المغاربة أن أطفالهم سبق لهم وكانوا ضحايا التنمر عبر الإنترنت، في حين أن 10 في المائة أكدوا أنه جرى استدعائهم من لدن المؤسسة التي يتابع فيها ابنهم دراسته لكونه ساهم في إهانة أحد الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي كشفت فيه منظمة "اليونسكو" أن طفلا من أصل 3 يتوصل برسائل إباحية جنسية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد 9 في المائة من الآباء المشاركين في الاستطلاع أن أبناءهم تعرضوا لمحتوى جنسي صادم خلال إبحارهم على الإنترنت، كما اعترفت عائلة واحدة من أصل 4 أن طفلهم سبق له مواجهة هذا النوع من المحتوى الذي يتجاوز سنه. وجاء في نتائج الدراسة أن عائلة من أصل 3 ترى أن صغارها أضحوا اجتماعيين أقل منذ حصولهم على هاتف ذكي. وأفادت كاسبيرسكي أنه "لا يُمكن حصر مخاطر التعرض المفرط للشاشات والإنترنت بالتجارب السيئة التي يمكن أن يقوم بها الطفل على الإنترنت فقط، بل تتجاوز ذلك للوصول إلى المخاطر التي من شأنها أن تقف عائقا أمام نموه وقدرته الاجتماعية بالشكل السليم". وهكذا، لاحظ 31 في المائة من الآباء المغاربة انخفاضاً في مدى تفاعل أبنائهم على المستوى الاجتماعي، وأشار 9 آباء من أصل 10 أنهم تجادلوا مع أطفالهم بسبب موضوع على صلة بالتكنولوجيا الرقمية، كما أن 9 آباء من أصل 10 يشعرون بأنهم فقدوا التحكم التام على أبنائهم عندما يتعلق الأمر بعالم التكنولوجيا. كما يرى 83 في المائة من الآباء المغاربة أن أطفالهم يواجهون في أغلب الأحيان محتوى عنيفا على شبكة الإنترنت، كما أن 82 في المائة من الآباء يظنون أن الترفيه الرقمي يأخذ مساحة أكبر من اللازم في حياة أطفالهم، في حين أن 39 في المائة من الآباء المغاربة يمنعون على أبنائهم استخدام تطبيق "تيك توك"، رغم درايتهم الكاملة أنهم يتوفرون على حسابات ويشاهدون جميع المحتويات المنشورة عليه. وأكد برتراند تراستور، مدير شركة "كاسبرسكي" بفرنسا وشمال إفريقيا :"يوما تلو الآخر، يتم تسجيل تفاقم في الفجوة بين الأطفال والبالغين على شبكة الإنترنت، والواقع أن الآباء يشعرون بأن أطفالهم يتجاوزونهم حين يتعلق الأمر بمدى مهاراتهم لاستخدام التكنولوجيا وحتى الاهتمامات الخاصة بهم." وإلى جانب ما سبق ذكره، أشار 78 في المائة من الآباء المغاربة الذين شملتهم الدراسة أنهم ليسوا على معرفة كافية بالطريقة التي يجب بها حماية أطفالهم من الأخطار التي يمكن مواجهتها على الانترنت، في حين أن نصف الأفراد أكدوا معرفتهم بالطريقة المناسبة واللازمة في حالة تعرض طفلهم للتحرش على الإنترنت. بدزرها قالت جانيس ريتشاردسون، كاتبة ومعلمة وخبيرة في مجلس أوروبا واليونيسكو :"تثبت نتائج الدراسة الخاص بكاسبرسكي نتائج دراسة استقصائية سابقة أجراها مجلس أوروبا بمشاركة 21 ألف من الآباء الأوروبيين في 2020-21، والتي جاء فيها أن الآباء يُحسون بأنهم غير قادرين على حماية أطفالهم حين يتعلق الأمر بعالم الإنترنت ويبحثون عن أفضل السبل والأدوات للقيام بذلك. وتُفيد النتائج أن الفجوة الرقمية في الاتصال بين الأجيال تؤثر بشكل متزايد على المجتمع، وبناء على ذلك، ينبغي أن نعمل يدا في يد قبل فوات الأوان". في المقابل، قال يوسف بنطالب، مدير المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار المعروف اختصارا ب " CMRPI" وصاحب موقع cyberconfiance.ma :"تكشف الأرقام المحصل عليها بعد إجراء هذه الدراسة من طرف كاسبرسكي أن موضوع الأمن الحاسوبي للأطفال في المغرب يجب أن يؤخذ على محمل الجد، سواء من حيث الاستخدام أو السلوك، دون نسيان دور الوالدين في مكافحة المخاطر الحاسوبية ومراقبة الأطفال ومرافقتهم على الإنترنت. ". وأكد 87 في المائة من الآباء الذين شملهم الاستطلاع، أن طفلهم يتوفر على هاتف متصل بشبكة الإنترنت، 66 في المائة منهم يتوفر أطفالهم على هواتف ذكية خاصة بهم. وكشف 58 في المائة من الآباء أن طفلهم الذي يتابع دراسته في التعليم الابتدائي (12 سنة وما فوق) يتوفر على هاتف، في حين أن 27 في المائة يتابعون دراستهم في الثانوي. وأوضح 60 في المائة من الآباء المغاربة أنهم لا يثقون في أطفالهم ومدى اختياراتهم الصحيحة فيما يخص استخدام الانترنت، وهو الرقم الذي يتناقض كليا مع استخدام الحلول الرقمية التي تمنع الأطفال من الوصول إلى بعض خصائص الانترنت الخاصة بالكبار، في الوقت الذي أكد 88 في المائة من الآباء أنه لم يسبق لهم في أي مرحلة الاعتماد على تطبيقات خاصة بالرقابة الأبوية.