تمكن المنتخب المغربي من التأهل إلى ثمن نهائي "الكان" متصدرا، عقب تعادله بهدفين لمثلهما، في المباراة، التي جرت أطوارها، اليوم الثلاثاء، على أرضية ملعب أحمد أهيدجو بياوندي الكاميرونية، لحساب الجولة الثالثة "الأخيرة" من دور مجموعات كأس الأمم الإفريقية، متأخرا بهدف نظيف. وفشل أسود الأطلس في بسط سيطرتهم في الجولة الأولى من اللقاء، في ظل الضغط العالي للاعبي الغابون، الذين دخلوا المباراة عازمين على افتتاح التهديف منذ البداية، لبعثرة أوراق خاليلوزيتش رغم الغيابات الكثيرة، التي يعاني منها جراء إصابة سبعة لاعبين من لاعبيه بفيروس كورونا. وحاول المغرب الدخول في اللقاء مع مرور الدقائق، إلا أن السيطرة الغابونية حالت دون تحقيق ذلك، علما أن التجانس كان غائبا بين العناصر الوطنية، التي ارتكبت العديد من الأخطاء في وسط الميدان والدفاع، الأمر الذي استغله المنتخب الغابوني أحسن استغلال في الدقيقة 21، بعدما تمكن من تسجيل الهدف الأول بقدم اللاعب جيم ألفينيا. وسيطر التسرع، وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة بين العناصر الوطنية، خصوصا في التمرير، أو التسديد، فيما اعتمدت الغابون على الهجمات المرتدة، وسرعة لاعبيها، بغية مباغثة المغرب بهدف ثاني، الذي كان قريبا من تحقيقه، لولا التدخلات الجيدة للمحمدي، الذي كان سدا منيعا لكل المحاولات، مبقيا بذلك على حظوظ رفاقه في التعديل. وكاد المنتخب الغابوني أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 31 بقدم بوبينسا، بعدما تجاوز الدفاع المغربي بسهولة، فيما لم يكن أمام خاليلوزيتش سوى التغيير بعد مرور نصف ساعة، بإقحام سليم أملاح مكان إلياس الشاعر، لعله يخلق التوازن في خط الوسط. واستمر المنتخب الغابوني في اندفاعه بغية إضافة الهدف الثاني دون تمكنه من ذلك، فيما كان المغرب يناور بين الفينة، والأخرى، بحثا عن الفرصة، التي ستمكنه من الوصول إلى شباك أنونوم، الذي كان مرتاحا في مرماه، لتنتهي الجولة الأولى بتقدم الفهود بهدف نظيف على أسود الأطلس. وكانت الجولة الثانية مختلفة تماما عن سابقتها، بعدما دخلها المنتخب الوطني ضاغطا منذ صافرة الحكم الموريتاني دحان بيدة من أجل التعديل، ومن ثمة البحث عن الهدف الثاني، الذي سيجعل الأسود يكملون دور المجموعات بالعلامة الكاملة، فيما اعتمدت الغابون على الهجمات المرتدة، التي كادت أن تهدي الهدف الثاني في الدقيقة 55. واضطر خاليلوزيتش إلى إجراء بعض التغييرات منذ الدقيقة 56 لإعادة التوازن المفقود في خط الوسط، بإدخال أيمن برقوق، وسفيان بوفال، مكان كل من أيوب الكعبي، وفيصل فجر، لعلهما يقدمان الإضافة المرجوة، ومد المهاجمين بكرات للنصيري، الذي افتقد لنجاعته الهجومية في كل المحاولات، التي سنحت له للتهديف. وتمكن المغرب من تسجيل التعادل في الدقيقة 61، إلا أن الحكم الموريتاني دحان بيدة ألغاه بداعي وجود التسلل، وهو ما أكده "الفار" بعد ذلك، ليواصل أسود الأطلس سيطرتهم على الدفاع الغابوني، حيث كانوا قريبين من التعادل بقدم شاكلا، لولا التدخل الجيد للحارس، الذي أبعد الكرة إلى بر الأمان. واستطاع أسود الأطلس الوصول إلى مرمى الغابون، بفضل سفيان بوفال في الدقيقة 73 من ضربة جزاء، عاد من خلالها المنتخب المغربي إلى صدارة المجموعة الثالثة بسبع نقاط، فيما تراجعت الغابون إلى الوصافة بخمس نقاط. وواصل المنتخب الغابوني اعتماده على الهجمات المرتدة، التي أعطته الهدف الثاني في الدقيقة 81 بقدم اللاعب آرون بوبندزا، ليعود المغرب إلى الوصافة والغابون إلى الصدارة، إلا أن الأسود سرعان ما أعادوا الأمور إلى ما كانت عليه، بعد تسجيل التعادل بقدم أشرف حكيمي في الدقيقة 85 من ضربة حرة مباشرة، في حين لم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي بين المنتخبين هدفين لمثلهما. ورفع المنتخب الوطني المغربي رصيده إلى سبع نقاط في صدارة المجموعة الثالثة، فيما رفع الغابون الرصيد إلى خمس نقاط في الوصافة، ليتأهلا معا إلى ثمن نهائي كأس الأمم الإفريقية.