أعربت الحكومة الإسبانية عن الحذر الشديد فيما يتعلق بالوضع المتوتر بين المغرب والجزائر، وما يتبعه من تداعيات قد تكون سلبية، فيما يخص إمدادات الغاز الجزائري، إلى المنازل الإسبانية، وفقا لصحيفة "الباييس" الإسبانية. ونقلت الصحيفة نفسها، عن مصدر دبلوماسي إسباني، إن "إسبانيا تتابع تطور العلاقات بين الجزائر، والمغرب عن كثب"، مضيفا: "نطالب بالاحتواء، والحوار. نحن على ثقة من أن إمداد إسبانيا بالغاز سيكون مضمونا بأي حال من الأحوال، ولن يتأثر بالوضع الحالي". إغلاق الأنبوب ليس نهائيا على الرغم من أن الوزير عرقاب لم يقل صراحة إن الجزائر لن تجدد عقد أنبوب المغرب الكبير، والتزم المغرب، وإسبانيا الصمت الصارم في هذا الصدد، إلا أنه من المفترض أن الغاز الجزائري سيتوقف عن التدفق عبر خط أنابيب الغاز الدولي، اعتبارا من نونبر المقبل، حسب تعبير صحيفة الباييس. كما أن هذا لا يعني، حسب الصحيفة الإسبانية، أن خط أنابيب الغاز ستكون غير صالحة للاستخدام إلى الأبد. قد يكون هناك اتفاق، في وقت لاحق، ربما في عام 2022، أو 2023، كما يشير محلل سياسي جزائري، ل"الباييس" مستبعدا أن تكون كلمات عرقاب مجرد استراتيجية تفاوضية. المغرب والجزائر سيتضرران المغرب يتلقى 7 في المائة، بحسب الصحيفة، من قيمة الغاز المصدّر من خلال هذا الأنبوب. في عام 2019، وصلت عائداته إلى 50 مليون أورو بسبب انخفاض أسعار الوقود، لكن في عام 2014، كان يقترب من 200 مليون. وبالإضافة إلى ذلك، يوفر أنبوب المغرب الكبير 45 في المائة من الطلب على الغاز في السوق المغربية بسعر أقل من السوق العالمية، أي بأسعار تفضيلية كانت الرباط تستفيد منها، الأمر الذي يخدم المحطات الحرارية في البلاد لتوليد 12 في المائة من الكهرباء. وفي مقال سابق لنفس الصحيفة، أشارت فيه إلى أن الافتتاح المرتقب لحقل غاز تندرارة بشرق المغرب لن يعوض غياب الغاز الجزائري، لكنه قد يملأ بعض الفراغ، الذي خلفه غياب الغاز الجزائري، حيث تشير التقديرات إلى أنه سيلبي 9 في المائة فقط من احتياجات المغرب من الغاز الطبيعي. كما أن الجزائر، أيضا، ستتضرر من الخطوة، التي أعلنتها، فالجارة الشرقية للممكلة ستشهد خفض قدرتها على إمداد الغاز إلى إسبانيا بمقدار النصف تقريبا، وستعتمد على طريق تصدير واحد، مما يؤدي إلى فقدان طريق بديل، بسبب أي مشكلة تقنية محتملة في أنابيب ميدغاز. وأضاف المصدر نفسه أنه، في السنوات الماضية، تم استخدام جزء فقط من قدرة هذه الأنابيب الرابطة بين الجزائر، وإسبانيا مباشرة. ومن جهة أخرى، ومن دون خط أنابيب المغرب، لن تتمكن السلطات الجزائرية من زيادة حصتها في السوق في حالة انقطاع الإمداد من أحد المنافسين. ويبلغ طول خط الأنابيب العابر للمغرب حوالي 1400 كيلومتر، ويمر 540 منها عبر الأراضي المغربية قبل عبور مضيق جبل طارق. وافتتح، في عام 1996، ولديه القدرة على نقل أكثر من 8000 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى إسبانيا، والبرتغال.