عقب استغناء الجزائر عن خط أنابيب الغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا عن طريق المغرب، طفا سؤال ماذا سيربح أو سيخسر المغرب من هذه الخطوة التي أعلنت عنها الجزائر، والتي تعد من بين محطات التصعيد الأخيرة بين الرباطوالجزائر العاصمة، نتج عنها قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الثلاثاء الماضي. تقول الصحيفة الإسبانية "إلباييس"، إن المغرب كان يحصل على 7٪ من قيمة كمية الغاز الطبيعي المصدرة، عبر خط أنابيب الغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا عن طريقه. وأضافت الصحيفة في مقال تحليلي، نشرته نهاية الأسبوع الجاري، يكشف أرباح وخسائر كل طرف من استغناء الجزائر عن خط الأنابيب الناقل للغاز إلى إسبانيا عبر الأراضي المغربية، أنه في عام 2019، وصلت عائدات الغاز في المغرب إلى ما يقارب 50 مليون يورو بسبب انخفاض السعر العالمي للمحروقات، لكن في دروة الارتفاع، في عام 2014، وصلت مداخيل المغرب إلى ما يقرب من 200 مليون يورو. بالإضافة إلى ذلك، وفرت أنابيب الغاز العابرة للأراضي المغربية نسبة 45٪ من طلب السوق المغربي على الغاز بسعر منخفض. وأشارت "الباييس" إلى أن الافتتاح المرتقب لحقل غاز تندرارة بشرق المغرب لن يعوض غياب الغاز الجزائري، لكنه قد يملأ بعض الفراغ الذي خلفه غياب الغاز الجزائري، حيث تشير التقديرات إلى أنه سيلبي 9٪ فقط من احتياجات المغرب من الغاز الطبيعي. والجزائر أيضا ستتضرر من الخطوة التي أعلنت عنها، فالجارة الشرقية للممكلة ستشهد خفض قدرتها على إمداد الغاز إلى إسبانيا بمقدار النصف تقريبا، وستعتمد على طريق تصدير واحد، مما يؤدي إلى فقدان طريق بديل بسبب أي مشكلة تقنية محتملة في أنابيب ميدغاز. وأضاف المصدر نفسه، أنه في السنوات الماضية تم استخدام جزء فقط من قدرة هذه الأنابيب الرابطة بين الجزائر وإسبانيا مباشرة. من جهة أخرى بدون خط أنابيب المغرب، لن تتمكن السلطات الجزائرية من زيادة حصتها في السوق في حالة انقطاع الإمداد من أحد المنافسين. ويبلغ طول خط الأنابيب العابر للمغرب حوالي 1400 كيلومتر، ويمر 540 منها عبر الأراضي المغربية قبل عبور مضيق جبل طارق. افتتح في عام 1996، ولديه القدرة على نقل أكثر من 8000 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى إسبانيا والبرتغال. وأعلن وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، الخميس، أن حكومته ستوجه ابتداء من الخريف كل الغاز الذي تصدره إلى أوربا عبر خط أنابيب ميدغاز الذي يربط مباشرة بين إسبانيا والجزائر عبر بحر البوران، وبالتالي سيتم الاستغناء عن خط الأنابيب الناقل للغاز إلى إسبانيا عبر أراضي المغرب.