عين الملك محمد السادس، القائد الأعلى، ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق، قائد المنطقة الجنوبية، مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية، خلفا للجنرال دوكور دارمي عبد الفتاح الوراق، فمن هو الجنرال الفاروق بلخير، وما هي الأسباب، التي جعلته يحظى بثقة الملك في هذا المنصب العسكري المهم، ضمن التراتبية العسكرية داخل الجيش المغربي؟. حسب الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، عبد الرحمان المكاوي، فإن اسم الجنرال بلخير ارتبط بعملية تحرير معبر "الكركرات" من عصابات انفصاليي جبهة "البوليساريو"، في نونبر من العام الماضي، والتي أشرف عليها شخصيا، بعدما تمت في أقصى درجات التبصر، وضبط النفس، قبل أن يسطع نجمه من جديد، بمناسبة تنظيم المغرب للمناورات العسكرية الأمريكية "الأسد الإفريقي" خلال هذه السنة. حسب المكاوي، فإن استبدل الجنرال الوراق، بالجنرال بلخير، قد يكون تم لأسباب صحية غير مؤكدة، بعدما كان هذا الأخير نائبا للوراق. وفي جميع الحالات، فإن أهم سبب دفع إلى تعيين الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق، يفسر المكاوي، هو إلمامه الكبير بالقضايا العسكرية، خصوصا تلك التي تقع في جنوب المغرب، حيث ظل القائد الجديد للقوات المسلحة الملكية المغربية، عنصرا عسكريا فاعلا في أقاليم الجنوب، كما برز ككفاءة عسكرية أثناء إشرافه، ومشاركته في المناورات العسكرية مع الأمريكيين، والبريطانيين. والجنرال الفاروق، حسب الخبير المكاوي، أدار بفعالية عسكرية مهمة مناورات "الأسد الإفريقي" مع المارينز الأمريكي. وليس هذا السبب الوحيد، في اعتقاد المكاوي، الذي جعله يحظى بثقة الملك محمد السادس، بل إن مساره الدراسي، والأكاديمي بأهم المدارس العسكرية، التي مر منها شفع له في تحمل هذا المنصب العسكري المهم، بدءً من تخرجه من المدرسة العسكرية الفرنسية الموجودة في شمال فرنسا، "سان سير" Ecole spéciale militaire de Saint-Cyr ، والتي تشرف على تكوين نخبة ضباط الجيش الفرنسي، ومرورا بمساره الدراسي كأحد خريجي المدارس العسكرية الأمريكية. كما أبرز المكاوي، وهو يكشف المسار العسكري للجنرال الفاروق، أن هذا الأخير، تمت الإشارة إليه كأحد الضباط المغاربة، ذوي الكفاءة العالية، من طرف العديد من مراكز الدراسات العسكرية الغربية. وأوضح المكاوي، في تصريحات ل"اليوم 24″، أن تثبيت الجنرال الفاروق في منصبه كقائد للقوات المسلحة الملكية في المنطقة الجنوبية، راجع بالأساس إلى اضطلاعه الجيد بالأوضاع العسكرية هناك، وله رؤية كاملة عن الوضع العسكري للقوات المسلحة، لذلك مُنح ثقة الملك محمد السادس كقائد أعلى للقوات المسلحة الملكية، لأن له معرفة جيدة بالواقع الذي تعيشه قوات الجيش المغربي المرابطة في الصحراء، و له إلمام بمختلف الأحزمة، والقواعد العسكرية بالجنوب، وهو ما أهله بنجاح إلى أن يكون قائد عملية تحرير معبر الكركرات، من مرتزقة جبهة البوليساريو الانفصالية.