قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن من يستعملون المال يتحكمون في الأحزاب السياسية، ليس بناء على المواقف، ولكن بناء على مصالحهم الشخصية، وهو الأمر الذي شدد المتحدث أنه يضر بالبناء الديمقراطي، ومصالح المواطنين. بنعبد الله عاد ليكشف تفاصيل أخرى عن أسباب خروج حزبه من حكومة العثماني، واختيار المعارضة بديلا عن الأغلبية، في مقدمتها أن التقدم والاشتراكية كان يتمنى أن يكون المد الإصلاحي أقوى، داخل الحكومة، قبل أن يؤكد أن انتقال حزبه إلى المعارضة كان ضروريا، وهو قرار متفرد، وتم بشكل مستقل، وبقرار حزبي وسيادي، ليقرر التقدم والاشتراكية إعلان خروجه من حكومة العثماني بشكل مستقل. وقال المسؤول الحزبي، إن المنطق كان يستدعي ذلك، معلقا بقوله: "مبقى ميدار في الحكومة وداكشي علاش خرجنا، وخروجنا شجاعة"، لأن هناك من يعتبر بأن حكومة العثماني هي من أضعف الحكومات التي مرت بالمغرب. كما كشف بنعبد الله، وهو يتحدث عن التحالفات الممكنة بالمغرب، في أفق الاستحقاقات القادمة، أنه لو كان الأمر متوقفا على حزبه وحده لحافظ على تحالف الكتلة الوطنية، موضحا أثناء استضافته في برنامج " نقطة إلى السطر"، مساء أمس الأحد، أن استمرارية الحركة الديمقراطية الوطنية تعود لمواقف حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، اللذين أعلنا أن الكتلة ماتت، كاشفا أن حزبه بعث رسالة لهما في حينها، شدد فيها على أن أحزاب الكتلة عليها أن تصمد كتحالف وتكون واضحة. مؤكدا في السياق نفسه على رغبته حينها في إعلان مشترك لوقف الانحرافات وسط الكتلة، قائلا: "أردنا الاصطفاف في خندق واضح، بعد الربيع العربي، وبنكيران فضل التحالف مع أحزاب الكتلة، لكن أحزابا رفضت الدخول في حكومته كحزب الاتحاد الاشتراكي"، قبل أن يعلق متهكما: "أشنو الفرق دابا، لم يقبلوا الدخول مع بنكيران ودخلوها مع العثماني لماذا ياترى ما الذي تغير؟". وأوضح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أنه يأمل في إقامة تحالفات، لكنه شدد أن مسارها يبقى غامضا، ولا يمكن لحزبه إلا أن ينتظر إلى حين الإعلان عن النتائج النهائية للاستحقاقات القادمة، قائلا :"مضطرون لانتظارها، وسننظر حينئذ إلى أي برنامج ستلتف حوله الحكومة القادمة". وقال بنعبد الله: "نحن أناس يمتلكون الجرأة والشجاعة، وقد قلت في اجتماعات الحكومة والأغلبية، إن الصراعات لا ينبغي أن تكون على حساب مصالح الشعب المغربي". مبرزا أن حزبه لم ينهر بعد خروجه من حكومة العثماني، قائلا: "نحن أقوياء، لو قدمنا شيئا ملموسا لبقينا في الحكومة، وانتقادنا ليس موجها للعدالة والتنمية بل لجميع الأحزاب". الخروج إلى المعارضة في نظر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية منحه فرصة الوقوف مع الذات، مشددا على أن وزراء حزبه تركوا بصمات مؤثرة، رغم أنه ظل طرفا في المشاركة الحكومية ولم يسيرها في يوم من الأيام، قائلا: "استطعنا بلورة أمور جيدة على أرض الواقع سيتذكرها الشعب المغربي"، في إشارة منه إلى لما حققه حزبه في مجال الصحة في عهد الوردي، وما حققه في مجال قطاع الماء في عهد شرفات أفيلال. وجدد بنعبد الله تأكيده أن حزبه يتأقلم مع الواقع السياسي المغربي دون أن يفرط في مبادئه، ويسعى أن يظل حزبا نافذا ومؤثرا. وفي تعليقه على طبيعة العلاقة التي باتت تجمعه مع بعض الأحزاب المغربية. قال نبيل بنعبد الله: "إن حزبه لديه علاقات مع حزب الاستقلال منذ 70 سنة، وحزب الأصالة والمعاصرة يوجد اليوم بنكهة جديدة، ومعمرنا قلنا كلمة العيب في حزب التجمع الوطني للأحرار. والذي تشكلت علاقة متينة معه منذ ثمانينيات القرن الماضي بين أحمد عصمان وعلي يعتة، فليس لنا مشكل مع التجمع". بنعبد الله ختم حضوره في برنامج "نقطة إلى السطر"، على القناة الأولى، مساء أمس الأحد، بالتشديد على ضرورة إحداث انفراج سياسي بالمغرب، يكون تمهيدا لإطلاق سراح نشطاء الريف، قبل أن يعلن أيضا اعتزامه الترشح للانتخابات التشريعية في دائرة المحيط بالرباط، نافيا أن يكون بترشيحه يرغب في منافسة سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مؤكدا أن هذا الأخير ومناضلو حزبه كانوا على علم مسبق بترشحه بدائرة المحيط قبل ثلاثة أشهر.