التوتر بين أحزاب التحالف الحكومي، والذي كان يتحدث عنه بصوت خافت أصبح في الآونة الأخيرة مسموعا، بعد التصريحات و التصريحات المضادة الأخيرة بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، قبل أن يخرج أمس الجمعة، نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ، في برنامج “نقطة إلى السطر”، الذي يبث على الإذاعة الوطنية ليؤكد هذا الخلاف، قائلا ، أن الحكومة “منخورة من الداخل”. بنعبد الله عبر عن عدم رضاه على الانسجام الحكومي ، قائلا إنه لا يمكن أن يظل الواحد يترقب الآخر في الأغلبية الحكومية، مضيفا أنه ورغم المجهودات المبذولة، فهم في التقدم والاشتراكية غير مرتاحين للصورة الخارجية للأداء والانسجام الحكومي، معبرا عن تفادي دخول حزبه في جدل عقيم مع أي كان، على حد تعبيره. وتطرق نبيل بنعبد الله لفشل الأغلبية الحكومية ، في بلورة تصور للنموذج التنموي، الذي كان آخر النقط الخلافية بين سعد الدين العثماني والتجمع الوطني للأحرار، بعدما بادر العثماني إلى توزيع "اجتهاد" على الوزراء، على أساس التفاعل مع الورقة التي أعدها رئيس الحكومة، قبل أن يتم رفضها من طرف وزراء التجمع الوطني للأحرار، الاتحاد الاشتراكي، الحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري. وكشف بنعبد الله أن وزراء حزبه لم يوقعوا على الرسالة التي وجها باقي الوزراء للعثماني ،قائلا : "لم يطلبوا منا التوقيع، وأعتقد أن ما أعده العثماني كان اجتهادا فقط"، مشيرا إلى أن الأمور تعقدت بعد ذلك بسبب قضية التجار.