هدد حميد شباط الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، بالإنسحاب من "الميزان" في خرجته الإعلامية التي بثها مباشرة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي " فايسبوك"، مؤكدا أن مناضلي ومناضلات حزب الاستقلال، وصلوا إلى مرحلة اليأس بمدينة فاس وحتى على المستوى الوطني كذلك. وأعلن شباط الذي كان قد نفى في تصريح سابق خص به "اليوم 24″، بأن مرحلة اليأس التي بات يعيش على ايقاعها حزب الاستقلال هي التي ستسبب في كارثة داخل حزب الاستقلال في إشارة مبطنة منه لإمكانية انسحابه واعتزامه الإصرار للترشح لعمودية فاس ولو بلون آخر، معلنا في خرجته الإعلامية، أنه خلال الاجتماع الأخير الذي عقده في فاس مع كتاب الفروع وتنظيمات الحزب، ارتأوا التريث وتحلي بالحكمة والتبصر، وتمنوا صوتهم أن يصل قيادة الحزب التي وجب عليها أيضا التحلي بالحكمة والتبصر والموضوعية أيضا، قائلا :" نحن لا نطلب إلا الموضوعية". وشدد شباط منتقدا البركة، بقوله:" كان على القيادة أن تجتمع بكامل الفروع بمدينة فاس، وتناقشها وتنصت إليها، وتنظر وضعية الحزب، وتحتاط من ما أسماه شباط ب"رباعة الشكامة والمتملقين" اللذين لا قيمة لهم في مدينة فاس، داعيا قيادة الحزب أن تحتاط ممن وصفهم ب"البركاكة"، ممن يقبلون الأكتاف والأيادي، لأنهم ضعاف". كما قال حميد شباط الأمين العام السابق لحزب الاستقلا، إن قيادة الحزب الحالية برئاسة نزار بركة، لا تفكر إلا في البرلمان والحكومة فقط، وتنسى بأن الحكومة بدون بلديات كبرى وبدون وطنيين استقلاليين، تربوا داخل الحزب وفي مخيماته منذ طفولتهم، بدءا بالشبيبتين المدرسية و الاستقلالية، لن يصبح قويا، وسينطبق عليه ساعتها المثل الشعبي، " مكسي بحوايج الناس عريان". وفي موضوع التزكيات، أوضح شباط أن المغاربة سيكتشفون حقيقة هذه التعيينات والترشيحات التي من خارج الحزب، ليتأكدوا أنه لا ديمقراطية داخل حزب الاستقلال. وهو السلوك الذي انتقده شباط، مشددا أن الاستقلالي يتمتع بالكرامة، والحرية، وبما وصفه شباط أيضا ب "النفس القوية، فهو لا يمكن أن يقبل يد أي عضو في قيادة حزب الاستقلال". وحذر شباط إخوانه في حزب الاستقلال من اي شخص ينقل الشائعات، ناعتا إياه ب"الكذاب والمنافق، مشددا على أنه لن يقبل لهذا الوضع بالاستمرار. وقال شباط إنه من الألم أن يبقى يقال بأن فروع الحزب بفاس غير قانونية من داخل اللجنة التنفيذية، "وأقولها للشعب المغربي، لاوجود لفصل قانوني لا في النظام الداخلي ولا الأساسي ولا بالنسبة لقانون الأحزاب، أن بإمكان حزب أن يحل الفروع الحزبية، بجرة قلم وهذا وجود له". قبل أن يكشف شباط فصولا من صراع حزبي اندلع بفاس بينه وبين قيادة الحزب بقوله:"لايمكن أن يصل بنا الأمر أن الإخوة في الفروع يجتمعون ويذهب الحزب ويقدم بهم شكاية للسلطات فهذا عيب". شباط وهو يتحدث عن هذا الصراع، نوه بتعامل السلطات المحلية بحكمة وتبصر، وأعطوا لكل ذي حق حقه"، متسائلا بقوله:" لماذا وصلت قيادة الحزب لهذه الحالة"، متهما نائب المنسق، بأنه يحلو له التعيين في الترشيحات خارج قواعد الحزب. وهو الصراع الحزبي على الترشيحات، الذي شدد شباط على ضرورة أن تعالجه قيادة حزب الاستقلال، إن على مستوى مدينة فاس، أو مدن أخرى بالمغرب، فيما يخص الدوائر التشريعية، رافضا ممارسات القيادة هي التي تزكي وهي التي ترشح. قبل أن يوجه شباط خطابه لقيادة الحزب منتقدا بقوله:" ألا تعلمون أن الله فوق الجميع، وأصبحت مسخرة في الحقل السياسي داخل المغرب، وفي الوقت الذي لم يضحك فيه الشعب على حزب الاستقلال يوما، أصبحنا بسبب هذه القرارات أضحوكة أمامه، لأنكم تقررونها في غياب المناضل والقانون ووهي قرارات من شأنها أن تضر بالبلد". وتمنى شباط من قيادة الحزب، أن تراجع حساباتها، قائلا" إننا لازلنا متحكمين في أعصابنا وفي اتخاذ أي قرار، فلا تدفعونا إلى اتخاذ قرار ليس في صالح الحزب ولا في صالح الوطن، ولا نريد أن يسمى علينا أننا بدلنا أو غيرنا" في إشارة من شباط إلى إمكانية مغادرة سفينة الحزب، وهو الأمر الذي لم يستبعده بقوله: "ولكن مادامت قيادة حزب الاستقلال، غيرت وبدلت القوانين لصالحها، سنبقى مستمرين في عملنا بحذر داخل الحزب، نتتبع ما يحصل على المستوى الوطني، وهو الأمر الذي حذر بأنه لن يطول. وقال شباط في خرجته، "أحذر مما يقوله بعض من قيادات الحزب اللذين يقولون بأن لا غرض لهم بالانتخابات في فاس، وهناك من يقول إن هذا مفروض على القيادة"، وهو الكلام الذي نفاه شباط مستنكرا بقوله" الله ياودي، علاش هاد الناس متيعرفوناش حنا في كينين، كيفاش مفروض عليك هدشي في القيادة!؟، من فرض عليك هذا يأخي!؟". واستنكر شباط ما يتم الترويج له من شائعات ضده تفيد بأن "شباط غير مرغوب فيه بفاس، وهي الممارسات التي شدد شباط أنها لم تكن يوما داخل حزب علال الفاسي، الذي وصفه ب"مفخرة العالم"، قبل أن يحذر قيادة في ختام خرجته الإعلامية، "لا ترجعوا الحزب إلى الحضيض، وحذاري أن تلعبوا بالنار، مع المناضلين الأوفياء للمبادىء، نافيا بشدة تقديمه الولاء لأحد داخل الحزب، ومؤكدا أن الولاء هو لله والوطن والملك، قائلا" باش متبقاوش دوخونا في الحزب، فلا وجود لكبير في الحزب، والكبير هو الله والاستقلاليون كلهم سواسية، كأسنان المشط"، قبل أن يختم شباط حديثه بالآية القرآنية:"إن يعلم الله في قلوبكم خيرا، يؤتكم خيرا"، في إشارة صريحة لجميع الاحتمالات والمواقف السياسية التي من المنتظر أن يتخذها في حال لم تستجب قيادة الحزب لمطالبه ومطالب مناضلي ومناضلات حزب الاستقلال، وهي المواقف مرشحة لمزيد من التفاعلات والتطورات في الأيام القليلة القادمة.