دعا حميد شباط، الأمين العام السابق وعمدة فاس سابقا، قيادة حزب الاستقلال في اللجنة التنفيذية برئاسة نزار بركة، أن تراجع حساباتها السياسية وما تقوم به في مدينة فاس ، مشددا في خرجته الإعلامية التحذيرية اليوم، التي بثها مباشرة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، تحت عنوان " حزب الاستقلال في مفترق الطرق، أن حزب الميزان، بات في وضع سيء جدا، وهي الكلمة التي كررها ثلاث مرات، محذرا من كون قرارات البركة، ووضعه السيء سيعود على حزب الاستقلال بكارثة انتخابية. وأوضح شباط أنه في الوقت الذي اشتغلت فيه فروع الحزب بفاس، استعدادا للانتخابات، وأحرزت تجاوبا كبيرا وسط الساكنة، وصل اشعاعه وصداه على المستوى الوطني، وتلقى شباط بشأنه تهاني من أعضاء بالحزب، إلا أنه وبعدما صرح نزار بركة الأمين العام للحزب، بأن الفروع هي التي ستقرر، تفاجىء الجميع بقرار لنزار بركة اتخذه في11 يونيو الماضي، يقضي بحل كل فروع والتنظيمات بغاس، وهي الفروع التي كشف شباط بأنها كانت غير قانونية، وتم تشكيلها في المنازل وأحيانا في مقاطعة هي خارج مقاطعة أخرى، وتم منح تزكية تأسيسها من الرباط، وهي التزكيات التي قال شباط أنها تمت في غياب مفتش الحزب، والفروع والمكتب الإقليمي، مؤكدا أن هذه التزكيات هي التي أشعلت النار في مدينة فاس، منها أيضا بما حصل داخل تأسيس فروع شبيبة الشغيلة الاستقلالية، مؤكدا أن حزب الاستقلال ومنذ ذلك الحين وبهذه الأسباب أصبح يعيش تطورات خطيرة، بعد أن بدأ التهييء لحل فروع مدينة فاس، متسائلا بقوله:"من أوحى بذلك". كما كشف شباط في هجومه على قيادة الحزب، أن غالبية الترشيحات الانتخابية هى من خارج حزب الاستقلال، معلنا تضامنا مع الاستقلاليين والاستقلاليات المتضررين من هذا الامر، الذين هم في وضعية حرجة، بسبب ما وصفه ب" كارثة الترشيحات" التي أصابت حزب الميزان، لم تكن في تاريخ الحزب، حتى في الظروف الحرجة والسنوات السابقة، لكن مع كامل الأسف عشناها في هذه المرحلة بمرارة وآلام، وصلت احيانا إلى حد فقد الثقة في القيادة الحالية متسائلا عن مصير ما يقع وهل هو بسبب الخلافات الموجودة داخل اللجنة التنفيذية؟، متسائلا أيضا هل هناك تدخلات من خارجها؟ بسبب ما وصفه بوجود صداقات عائلية". وهي التساؤلات التي تروج وسط الحزب، بنكران الذات، يقول شباط لأن الاستقلالي تربى على الديمقراطية والوطنية، وله غيرة على مستقبل بلاده. مشددا على أن الحزب الذي ضحى بالمقاومين والشهداء، وبالسجون، وباستقلال الوطن أيام الحماية، وبالحرية والديمقراطية، بات هو الحزب نفسه الذي يضحي بالديمقراطية، وبحقوق الاستقلاليين والاستقلاليات في التعبير والترشيح، وتحمل المسؤوليات، وهو الأمر الذي وصفه شباط بالخطير، الذي لا يمكن إلا أن يؤكد أن حزب الاستقلال بات في مفترق الطرق، وهو ما معناه، أن الاستقلاليين والاستقلاليات باتوا تائهين، محذرا شباط. وحذر شباط من غياب لما أسماه ب"إشارات المرور"، من لون أحمر وأخضر وأصفر، ضاربا المثال ب"اللقاء الكارثة" الذي نظمه الحزب في إقليم الدريوش مؤخرا، و أعلنت خلاله قيادة الحزب الاندماج مع حزب العهد انتصارا للريف، وقال شباط مستهزءا: "نضع حزب الاستقلال برجالاته، وأفكاره ومبادئه المتمثلة في النقد الذاتي للمرحوم علال الفاسي، وشعاره، مع نفس شعار حزب شخص واحد، وهو المشهد الذي تألمنا له يضيف شباط، "بسبب نزولنا من مرتبة عالية ومشرفة سياسيا، إلى مستوى تحت الصفر". وهو الأمر الذي قال شباط إنه لا يخدم تاريخ حزب الاستقلال أو البلاد، مؤكدا أن الحديث عن التصالح مع الريف لم يعد قائما". وبخصوص ما يقع في فاس من خلافات قد تعصف بالحزب، عشية تنظيم الانتخابات الجماعية والبرلمانية، كشف شباط أنه قبل سبعة أشهر وفي أول لقاء كان له مع نزار بركة الأمين العام للحزب، تناقش فيه معه عدة أمور، قائلا:" بطبيعة الحال لقاء حزبي مع أمين عام سابق، مع أمين عام حالي، لابد أن نناقش عدة قضايا، يعلمها وأعلمها، ولكن ما حدث بعد ذلك، لم اعرفه الله اعلم". وكشف شباط أنه اتفق مع البركة، على أن فروع الحزب بفاس، لم تجدد، ومن شأنها أن تخلق لنا مشاكل بحلول الانتخابات الجماعية، وقلنا بضرورة توقيفها، والأمر نفسه يسري على تنظيمات المرأة والشبيبة، التي ليست مهيأة لتجديدها، وانتفقنا على أن نترك كل هذا إلى عشية المؤتمر الوطني أو بعده ونوجه اهتمامنا الحزبي، للاشتغال بالانتخابات القادمة، ولكن مع كامل اشتغلنا على هذا بالليل والنهار، فمنح الأمل للناخبين المغاربة ليس بالأمر السهل، لكن منينا بخيبة الأمل. مؤكدا أن التحركات الحزبية التي قام بها أخيرا في مدينة فاس استعدادا منه لخوض الاستحقاقات الجماعية القادمة، أرجعت الأمل لهؤلاء في المستقبل، قائلا: " كنت دائما اخاطب الناس في فاس أنه منذ يوم شهر شتنبر 2021، من بعد أن يصوت الناخبون بأغلبية مطلقة بنسبة تتجاوز 80 في المائة، ساعتها المغرب سيعيش ازدهار ورفاهية، سيكون المغرب على موعد مع إقلاع حقيقي وتنمية اقتصادية، وسيعيش المغرب بكل حقوقه، لأن الكرامة من السكن والتشغيل والتعليم والصحة هي الشروط الأساسية للعيش الكريم بالنسبة للمواطنين".