ليس من السهل أن يقوم حزب سياسي، بحل فروعه في مدينة كفاس، على بعد شهرين من موعد الانتخابات. لكن حزب الاستقلال فعل ذلك بهدف وحيد، هو قطع الطريق على حميد شباط لمنعه من الحصول على التزكية للترشح باسم الحزب في المدينة العلمية. لكن ما علاقة فروع الحزب بترشيح شباط؟ حسب مصدر من الحزب، فإن جميع فروع الحزب في فاس تؤيد ترشيح شباط للانتخابات الجماعية المقبلة وتدعم عودته لعمودية فاس، وهو أمر لا يروق لقيادة الحزب. وبما أن قوانين الحزب تنص على أن التزكيات للانتخابات المحلية تمنحها التنظيمات المحلية، وليس اللجنة التنفيذية، التي تتولى التزكية للانتخابات البرلمانية، فإن الحل الوحيد لمنع شباط من الترشح باسم الحزب هو حل التنظيمات الحزبية في المدينة، وتولي اللجنة التنفيذية مهمة التزكية. وكشف مصدر من الحزب أن قرار رفض ترشيح شباط باسم حزب الاستقلال اتخذ ب"الإجماع" داخل اللجنة التنفيذية. وقال إنه منذ عودة شباط من "منفاه" الاختياري في الخارج بعد غيابه لحوالي سنة ونصف عن المغرب، شرع في حشد تنظيمات الحزب في فاس، وتعبئتها "ضد الحزب" و"ضد نقابة الاتحاد العام للشغالين"، بل إنه بدأ يعقد التجمعات ويعد لوائح الترشيح للانتخابات المقبلة. ووصف المصدر ما قام به شباط بأنه "فتنة". وإضافة إلى ذلك فإن خرجاته الإعلامية بعد عودته من الخارج لم ترق قيادة الحزب، لدرجة أن بعض قيادات الحزب طالبت بإحالته على لجنة تأديبية داخل الحزب. لكن بعيدا عن هذه الاعتبارات، ترى مصادر استقلالية أخرى، أن قطع الطريق على ترشيح شباط باسم الحزب، يعكس مخاوف القيادة الحالية من عودته للسيطرة على الحزب من جديد، وقلب موازين القوى فيه، خاصة أن له شبكة علاقات وولاءات ليس في مدينة فاس وحدها إنما في مدن أخرى. لكن هل سيمنع ذلك شباط من الترشح في فاس؟ حسب مصدر مقرب منه، فإنه عازم على الترشح في جميع الأحوال، حتى لو تطلب الأمر أن يتم ذلك ضمن لائحة مستقلة… إلا إذا وقعت تطورات تمنعه من ذلك…