في الوقت الذي قبلت إسبانيا باستقبال زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية للاستشفاء، وكادت تجنبه الملاحقة القضائية لولا انكشاف أمر دخوله السري للبلاد، فإنها تكتوي كذلك بنار الانفصال، وتلاحق المطالبين بانفصال إقليم كاتالونيا عن التراب الإسباني، وتطالب بتسليمهم. وفي السياق ذاته، قبل القضاء الأوربي، اليوم الأربعاء، إعادة الحصانة المؤقتة لثلاثة برلمانيين أوربيين من بينهم الرئيس السابق لإقليم كاتالونيا، كارليس بوتشيمون، والذي تلاحقه إسبانيا وتتهمه بأنه المسؤول عن محاولة الانفصال عام 2017. وقالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية اليوم، إن محكمة العدل الأوربية، وافقت على سن تدابير مؤقتة طالب بها بوتشيمون والوزيران السابقان كومين وبونساي، بما سيمكنهم من الحضور للجلسة العامة للبرلمان الأوربي في ستراسبورغ، دون تعريضهم لخطر الاعتقال. الموافقة القضائية التي تمتع النواب المطالبين بالانفصال عن إسبانيا بالحصانة، تأتي بعد طعنهم في قرار أصدره البرلمان الأوربي شهر مارس الماضي، قرر بموجبه رفع الحصانة عنهم. ويلاحق القضاء الإسباني بوتشيمون والوزيرين السابقين في كتالونيا توني كومين وكلارا بونساتي، بتهمة إجراء استفتاء محظور على استقلال المقاطعة عن مدريد، الوضع الذي جعل بوتشيمون وكومين ينتقلان للعيش في العاصمة البلجيكية بروكسل منذ عام 2017 هربا من الملاحقة القضائية الإسبانية، بينما تعيش بونساتي في إسكتلندا. قرار رفع الحصانة عن زعماء الانفصال الثلاثة كانت مدريد قد رحبت به، وبدأت تراهن على أن يمهد الطريق أمام فحص جديد من قبل المحاكم البلجيكية لطلبات تسليم المجرمين التي أصدرتها مدريد ضد بوتشيمون، في الوقت الذي لم تعلق بعد حكومة بيدرو سانشيز عن قرار إعادة الحصانة للنواب الثلاثة. يشار إلى أن بوتشيمون، كان قد علق قبل أيام قليلة على الأزمة المغربية الإسبانية، وحذر المغرب من أن يعقد أي اتفاق مع حكومة بيدرو سانشيز لأنها لن تلتزم به، مشيرا إلى أن المغرب ضحى حسب قوله بعلاقته مع كاتالونيا، من أجل الحكومة الإسبانية المركزية. الانفصال داخل إسبانيا كان المغرب قد تحدث عنه رسميا في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وقال إنه لا يمكن لإسبانيا أن تحارب الانفصال في داخلها -كاتالونيا- وتشجعه عند الجار، في إشارة إلى استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، كما تحدثت الخارجية المغربية عن مواقفها الواضحة في رفض ربط أي علاقات مباشرة مع كاتالونيا، وفاء لالتزاماتها مع إسبانيا.