لا تزال الجارة الشرقية الجزائر تسعى إلى إيجاد موطئ قدم لها في ليبيا، على الرغم من تعثر مساعيها إلى تعويض المغرب في احتضان محادثات الأطراف الليبية، قبل أشهر، مستعملة هذه المرة ورقة الاقتصاد، والاستثمارات. ضمن هذا السياق أطلقت الجارة الجزائر المنتدى الاقتصادي الجزائري-الليبي في عاصمتها، بعدما أطلق المغرب المبادرة نفسها. وقال وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقدوم، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية، إن بلاده لم تدخر جهدا، وتحركت بكل ما تملك من رصيد، وقوة تأثير على الصعيدين الإقليمي، والدولي لإعادة ليبيا إلى مكانتها ضمن المغرب العربي، إفريقيا، والأمم. وأضاف بوقدوم أن "الجزائريين كافة ينزلون إلى ليبيا، و لأسباب شتى منزلة خاصة، فكيف لنا أن ننسى ما قدمه الشعب الليبي الشقيق من دعم مادي، ومعنوي للثورة الجزائرية المجيدة". وتابع الوزير الجزائري: "لم يكن ممكنا للجزائر، وأختها الشقيقة ليبيا تمر بمحنتها الكبيرة، أن تقف موضع المتفرج، فلبت نداء الأخوة، وواجب الجيرة، وتحركت الدبلوماسية الجزائرية بكل ما تملك من رصيد وقوة تأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي، لكي ترجع ليبيا إلى مكانتها ضمن المغرب العربي، إفريقيا والأمم". وكان المغرب قد احتضن، قبل أشهر، في الرباط، أشغال أول منتدى اقتصادي استثماري ليبي، بمشاركة 400 شخصية من 22 بلدا، وعبر الليبيون فيه عن عزمهم "إتاحة الفرصة للمستثمرين الأجانب المحتملين، خصوصا من المغرب، للاطلاع على الفرص الاقتصادية، التي تقدمها ليبيا، وعقد شراكات مع نظرائهم الليبيين للمساهمة في تنمية، وإعادة إعمار البلاد". يذكر أن بوقادوم عاد، حديثا، من ثاني زيارة له إلى ليبيا في ظرف أشهر فقط، إذ زار طرابلس، في شهري يناير، وأبريل الماضيين، للقاء المسؤولين الليبيين، معبرا لهم عن استعداد الجزائر لأداء دور أكبر في مسارات حل الأزمة الليبية، ودعم بلاده للاتفاق، الذي تم التوصل إليه في ليبيا بإجراء انتخابات في 24 دجنبر المقبل. ونجح المغرب في احتضان الفرقاء الليبيين، منذ اتفاق الصخيرات، ثم توافقاتهم في طنجة، وبوزنيقة، أخيرا، بينما لم تتمكن الجارة الشرقية الجزائر من جمعهم إلى طاولة واحدة، على الرغم من تعدد المبادرات، التي أطلقتها خلال العام الماضي، والتي لم تلقى تجاوبا من مختلف الإطراف الليبية.