أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، دون خجل ولا استحياء، ما أسماه "دعم الجزائر المتواصل للجهود الرامية لتوحيد الصفوف وتحضير المحطات الهامة المقبلة إلى الجارة ليبيا"! جاء ذلك في تغريدة، نشرها البوق الدبلوماسي لنظام العسكر خلال زيارة قام بها إلى ليبيا رفقة وفد جزائري لمحاولة قطف ثمار لم تشارك الجزائر في غرس أشجارها. وقال بوقادوم "زيارة العمل إلى الجارة ليبيا شكلت فرصة للتواصل مع كبار المسؤولين في السلطة التنفيذية الجديدة لتوطيد العلاقات الثنائية"! وتسعى الجزائر إلى إيجاد موطئ قدم في ليبيا بعد أن توصل الفرقاء الليبيون إلى حل توافقي أسفر عن تكوين حكومة انتقالية للإشراف عن تنظيم انتخابات في نهاية السنة الجارية. وتأتي هذه التحركات الماكيافيلية لصبري بوقادوم، بعد غياب الجزائر وعدم مشاركتها في أي مبادرة للتوصل إلى حل لإنهاء الصراعات في ليبيا، بعد الإطاحة بمعمر القذافي والفوضى التي غرقت فيها البلاد فيما بعد، قبل أن يتوصل الفرقاء الليبيون إلى حل بعد جولات للحوار في المغرب تحت رعاية الأممالمتحدة. في الوقت الذي كان فيه المغرب يكثف من جهوده لتقريب وجهات النظر بين الإخوة الأعداء في ليبيا، كان نظام العسكر في الجزائر، يقوم بالتشويش على مسار التسوية من خلال تصريحات بوقه الدبلوماسي صبري بوقادوم، وكذا قناعه المدني عبد المجيد تبون، تضرب في مساعي المغرب وإنكار دوره الفعلي الذي أسفر في نهاية المطاف عن إحراز تقدم مهم في مسار حل الأزمة الليبية. كما سعى نظام العسكر إلى استغلال بعض الأطراف والقبائل الليبية في محاولة لعرقلة مسار التسوية السياسية، وهرول إلى المشاركة في مؤتمر برلين، الذي لم يسفر عن أي تقدم ملموس في الملف، واتضح أن الأطراف الداعية إليه كانت تسعى فقط إلى الحصول على مصالح ذاتية ضدا على المصلحة العليا للإخوة الليبيين. الليبيون الذين عانوا من التدخلات الخارجية وكثرة المرتزقة حجوا إلى المغرب ووضعوا كامل الثقة في ملك المغرب وشعبه لمساعدتهم من اجل الخروج من نفق الأزمة. وكان المغرب كالمعتاد، في الموعد، حيث استضاف الفرقاء الليبيين في جلسات حوار بكل من الصخيرات، وبوزينقة، وطنجة، على مدار سنوات، انتهت بتوافق تاريخي بينهم، وذلك باعتراف دولي وإشادة من طرف الأممالمتحدة التي رعت المسار السياسي لحل هذه الأزمة. الرئيس المعين، عبد المجيد تبون، وبالرغم من أن الجزائر لم تبذل أي جهد يذكر، لحل الأزمة الليبية، أكثر في خرجاته الإعلامية من ترديد تصريحات تدعي أن الجزائر كانت سباقة إلى تقديم المساعدة للإخوة الليبيين، بل ذهب به الغرور إلى حد القول، بان الحل المتوافق بشأنه في ليبيا، كان نتيجة جهود جبارة قامت بها الجزائر، لحلحلة القضية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين! هذه الإدعاءات والأكاذيب يعرف الجميع أن لا أساس لها من الصحة، وان من قام بدور كبير هي المملكة المغربية، بالإضافة إلى الأممالمتحدة وبعض الأطراف الأخرى، التي لم تتبجح يوما بما قامت به من أدوار مهمة في حل الأزمة، عكس جنرالات الجزائر، الذين يحاولون الركوب على الملف الليبي واستغلاله داخليا وخارجيا، للفوز ببعض الصفقات التجارية في إطار إعادة بناء وإعمار ليبيا. هذا هو الهدف الحقيقي من زيارة صبري بوقادوم رفقة وفد جزائري بداية الأسبوع الجاري إلى ليبيا، في محاولة مكشوفة لقطف الثمار، والفوز بنصيب من الكعكة، ما يكشف النوايا الحقيقية لنظام العسكر الذي لا يؤمن إلا بمصالحه الشخصية على حساب معاناة الآخرين .