أطلق قادة سياسيون حملة تضامن واسعة مع الصحافي سليمان الريسوني، للمطالبة بإطلاق سراحه وإنقاذ حياته، بعد سوء حالته الصحية ونقله إلى المستشفى نتيجة إضرابه المفتوح عن الطعام، الذي دخل يومه ال47. المقاوم والسياسي محمد بنسعيد آيت إيدير وجه من جانبه، رسالة مناشدة إلى الريسوني، جاء فيها: "ولأن وطنك محتاج لك، ولأن الحياة علمتنا أن المحن لا تدوم، فإني أناشدك وبقوة أن توقف إضرابك عن الطعام الذي وصلت معه حالتك إلى وضعية مخيفة من العواقب التي لن تتحملها أسرتك ولن يتحملها محبوك وأصدقاؤك. ولن تتحملها أطياف واسعة من الوطن تتفهم وضعك ومطالبك وحقوقك، ولكنها تريدك حيا لتمارس تلك الحقوق التي لا معنى لها بعدك". وأضاف آيت إيدير مناشدا الريسوني "إننا جميعا لا نريد أبدا فقدك بل نريدك حيا معافى، من أجل أسرتك التي تناضل بقوة وإخلاص من أجلك؛ ومن أجل كل الأسر المناضلة التي تكافح من أجل إطلاق سراح كل المعتقلين من أجل مواقفهم وآرائهم". وزاد مشددا "أناشدك أن توقف هذا الإضراب الذي أضحى طريقا إلى مأساة ستفجع الجميع، وستحرق قلوب من أحببت ومن ناضلت من أجلهم. وأنا أرى في استمرار حياتك وحياة رفاقك استمرارا لشرارة الأمل التي نسعى معا ودوما إلى إشعالها من أجل المستقبل". من جهتها، كتبت الإعلامية والصحافية فاطمة الإفريقي، رسالة مماثلة دعت فيها الريسوني إلى تعليق إضرابه عن الطعام، وقالت "أترّجاك باسم الوطن، ومن أجل الحق في الحياة، وإنصافا لحق ابنك في وجودك، أن توقف هذا الإضراب عن الطعام… هذا يكفي، رسالتك وصلت، وأنا واثقة بأنه ماتزال هناك ضمائر حية وقلوب رحيمة في مكان ما في وطني ستسعى من أجل إنصافك وضمان حقوقك في محاكمة عادلة". وأضافت الإفريقي "أطلق سراح روحك المؤمنة، المبهجة، العاشقة للجمال، المنحازة للحق في الحياة، والقادرة على رسم الأمل والابتسامة في أضيق الأوقات والأمكنة… ابقى حياًّ من أجل هاشم وخلود، ومن أجلنا جميعا… أين سنجد صحفياً بشهامتك ونبلك للدفاع عنا، إذا ما حان دورنا؟". أما عبد العلي حامي الدين، المستشار البرلماني والقيادي في حزب العدالة والتنمية فكتب في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، قائلا: "باسمي الشخصي أتوجه بهذه المناشدة لكل من يهمه الأمر من أجل إنقاذ حياة الصحافي سليمان الريسوني". وأضاف حامي الدين "سليمان الريسوني يخوض إضرابا لا محدودا عن الطعام منذ 47 يوما، وبالتأكيد فإن وضعه الصحي وصل إلى مرحلة الخطر الذي يهدد حقه في الحياة. لهذا الغرض، وتجنبا للكارثة، أدعو كل من له الاختصاص في هذا الموضوع إلى التدخل العاجل من أجل إنقاذ حياة الصحافي سليمان الريسوني وضمان شروط المحاكمة العادلة له في حالة سراح". وفي الاتجاه ذاته، سار محمد أمحجور، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، حيث كتب "لن يخسر الوطن شيئا إذا تمت متابعة سليمان الريسوني في حالة سراح… لن يضعف أحد إذا تم تمكينه من محاكمة عادلة وهو في حالة سراح… كما لن يخسر الوطن شيئا إن تم ذلك…". وزاد أمحجور مبينا "لن تكون هذه هي القضية الأولى التي تم فيها إعمال صوت العقل والعفو وتجاوز الإساءة، وسيكون ذلك نقطة أخرى تحسب للوطن وترفع الحَزَن"، معربا عن أمله في إغلاق هذا الملف "قريبا، وأن نجد له مخرجا يحفظ القانون والحقوق، وأرجو أن يتفضل جلالة الملك بمعالجة هذا الوضع بما له من صلاحيات وبما اشتهر به من رأفة ورحمة وعفو". وكانت محكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء قد رفضت الأسبوع الماضي، متابعة سليمان الريسوني في حالة سراح، استجابة لطلب دفاعه، وأجلت محاكمته إلى غاية يوم 3 يونيو المقبل.