شكل استدعاء وزارة الخارجية المغربية، اليوم السبت، للسفير الإسباني في الرباط، للاحتجاج على استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، (شكل) مفاجأة للبعض، خصوصا أن هذا التصعيد، جاء بعد تطمينات وزيرة الخارجية الإسبانية، بأن الاستقبال لن يؤثر على العلاقة بين البلدين. وحول سياق ودلالات هذا الاستدعاء ومآلات العلاقة بين البلدين، أكد المحلل السياسي محمد شقير، أن توجسا قد طرأ في الرباط، منذ علم الأخيرة بقبول إسبانيا استضافة غالي، وهي الخطوة التي قد تكون "متعمدة" حسب قوله. وأضاف شقير، في حديث لموقع "اليوم 24″، بأن المغرب قد شعر بأن استقبال غالي قد يكون مدبرا من طرف بعض مكونات السلطة الإسبانية، بهدف بعث رسالة مبطنة إلى الرباط، مفادها إمكانية اللعب مجددا على ورقة البوليساريو للضغط على المملكة. وتابع شقير بأن هذا الوضع، هو ما جعل وزارة الخارجية تستدعي سفير مدريد للاحتجاج، "رغم كل التطمينات التي صرحت بها وزيرة الخارجية الإسبانية" الخميس الماضي، مؤكدا أن خطوة الرباط تمثل "تعبيرا دبلوماسيا قويا". وحول تأثير هذا الوضع على مستقبل العلاقات بين البلدين، أكد شقير، أن الأمر متوقف على طبيعة رد إسبانيا وتفاعلها مع الاحتجاج المغربي، إما بنزعها فتيل الأزمة بإبعاد غالي من البلاد، أو إذا ما تمادت في موقفها، فإن الملف سينحو منحى تصعيديا من طرف المغرب، يقول شقير "خصوصا وأن الدبلوماسية المغربية أصبحت أكثر صرامة في تعاملها مع كل القضايا المتعلقة بالصحراء، وتجاه كل البلدان التي تأخذ موقفا مناوئا لمصالح المغرب. ونبه شقير إلى أن الخطوة المغربية جاءت في سياق أزمة "مضمرة" بين الرباطومدريد، سببها استياء الأخيرة من عدة ملفات، منها ترسيم المغرب لحدوده البحرية، والمناورات العسكرية البحرية بمشاركة أمريكا، والتي تجاهلت إسبانيا، وكذا مسألة إغلاق معبر سبتة؛ الأمر الذي أدى إلى تأجيل انعقاد اللجنة المشتركة بين المغرب وإسبانيا، مضيفا بأن "أهم أسباب التأجيل كان رفض المغرب أن يضم الوفد المشارك بعض أعضاء وزراء بوديموس الذي يساند الأطروحة الانفصالية"