أثار استقبال اسبانيا، إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو حفيظة المغرب، حيث استدعت وزارة الشؤون الخارجية، السفير الإسباني في الرباط، ريكاردو دياز، للحصول على مزيد من التوضيحات بشأن دخول زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي. وقالت اسبانيا أن استقبال زعيم جبهة البوليساريو، يأتي بدواعي "إنسانية بحتة"، كما أكدت ذلك وزيرة خارجية إسبانيا أرانشا غونزاليس لايا، وهو ما سيكون له تداعيات سلبية في العلاقات مع الجارة الشمالية للبلاد، وفق متتبعين.
فهل ستؤثر هذه الخطوة في تعميق التوتر بين المغرب واسبانيا، خاصة بعد تأجيل القمة رفيعة المستوى، منذ دجنبر المنصرم، بين البلدين لتدارس ملفات مشتركة.
محمد بنعمر المحلل السياسي قال في تصريح ل"الأيام24″، أن العلاقات المغربية الاسبانية، مرت ببعض الأزمات، إلا أنها تتسم بنوع من الاستقرار بسبب المصالح الاستراتيجية والمشتركة التي تربط بين البلدين خاصة الاقتصادية والأمنية.
وأوضح بنعمر أن هذه العلاقات لا تخلو من الحذر والتوجس بسبب بعض القضايا الحساسة خاصة فيما يتعلق بموقف اسبانيا من الصحراء وأيضا ملف مدينتي سبتة ومليلية، مبرزا أن ازدواجية المواقف قد تسبب في أي وقت في تعميق الخلافات التي قد لا تظهر جليا بين البلدين.
وأضاف المتحدث، أن استدعاء المغرب للسفير الاسباني، يأتي بعد التطور الأخير الذي هم استقبال غالي زعيم البوليساريو للعلاج من كورونا في اسبانيا، وهو ما يعني أن المغرب يرفض أي نوع من الابتزاز أو التعامل بمنطق الازدواجية خاصة فيما يتعلق بقضاياه الوطنية.
لكن في جميع الأحوال، يؤكد المحلل السياسي في حديثه للموقع، فإن المغرب من حقه أن يستوضح الوضع مع السفير الاسباني المعتمد في المغرب، وسجل موقف بذلك، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وقد لا تغدو سوى سحابة عابرة، خاصة بعد تطمينات وزيرة الخارجية الإسبانية، بأن الاستقبال لن يؤثر على العلاقة بين البلدين.