كشفت إصابة زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي، بفيروس كورونا، وانتقاله لتلقي العلاج في إسبانيا، زيف ادعاءات الجبهة حول حقيقة الوضع الوبائي في مخيماتها، وأرقام الإصابات بالفيروس داخل تندوف، التي كانت تعلنها، قبل أن يظهر تفشي الوباء في المخيمات، وبين قيادات صفها الأول، إذ وصل إلى أسماء كانت مرشحة لخلافة غالي على رأس القيادة. وفي السياق ذاته، قال منتدى "فورساتين" من داخل مخيمات تندوف لداعمي مقترح الحكم الذاتي إن إصابة غالي بفيوس كورونا تم التأكد منها، قبل حوال 13 يوما، مؤكدا أن الفيروس بات يسكن أجساد غالبية قيادة الجبهة، منهم خطري أدوه، المخول له تولي صلاحيات إبراهيم غالي، والرئيس، الذي سبق له تولي رئاسة جبهة البوليساريو عقب وفاة أمين عام الجبهة السابق، محمد عبد العزيز، الذي استمر على رأس البوليساريو إلى أن تم اختيار وتعيين إبراهيم غالي، بناء على توصية الراحل نفسه. وعلى الرغم من إصابة أدوه بكورونا، إلا أنه بات يتولى منصب التسيير إلى حين عودة إبراهيم غالي من رحلة العلاج، لكون القيادة الهرمة أصيب أغلبها بالفيروس، باستثناء البشير مصطفى السيد، الذي كان في زيارة إلى موريتانيا التقى، خلالها، بالرئيس الموريتاني، وهو ما يفسر تكليفه ليصبح الوجه الجديد للجبهة الانفصالية إعلاميا، للتعليق على آخر التطورات، التي تعرفها قضية الصحراء المغربية. وعلى الرغم من الظروف الصعبة، التي تمر منها جبهة البوليساريو، وفي ظل التطورات الأخيرة، لم تتغير أساليب القيادة، ومن ينوب عنها في تدبير المخيمات، حيث تلقى القائمون على الشأن في غياب القيادة بين مريض يعالج، ومصاب محجور عليه، توصيات بضرورة الحفاظ على النهج نفسه، الذي دأبوا عليه في التعامل مع المحتجزين في المخيمات، الذين خرجوا، أمس الخميس، بتصريحات ينفون فيها خبر نقل غالي للاستشفاء في إسبانيا، قبل أن يجدوا أنفسهم مجبرين على الاعتراف، بسبب الاحراج، الذي وقعوا فيه، عقب خروج الحكومة الإسبانية لتأكيد خبر وجود غالي على أراضيها لأسباب إنسانية. وفي ظل الغموض، الذي يلف الوضع الصحي لغالي، والتطورات المتسارعة، التي باتت تعرفها الجبهة الانفصالية، بدأت التساؤلات تطرح حول من سيخلفه في المنظمة، خصوصا أن "دستورها"، الذي ينظم تداول القيادة ينص على أن من شروط الترشح للامانة العامة للجبهة أن تكون للمترشح تجربة عسكرية تفوق 10 سنوات، وهو الشرط، الذي لايتوفر في غالبية القيادات الحالية إلا في أقل من عشرة منهم، بسبب عجز عدد كبير منهم لتقدمهم في السن. ويرى منشقون عن الجبهة الانفصالية، من بينهم مصطفى سلمى أن الحبهة الانفصالية تجد نفسها للمرة الأولى، منذ التأسيس، التي يصعب فيها التكهن بمن سيكون القائد في المرحلة المقبلة، بسبب قوة الانقسامات بين أجنحة الجبهة، و غياب شخصية يمكن الاجماع عليها، وسط تأكيدات أن الجبهة تمر بمرحلة دقيقة حتى قبل مرض غالي الغامض، و المفاجئ، ما يعزز حظوظها في أن تشهد انقسامات حادة، إذا لم تجنح قيادتها في مراجعة شاملة تكيف الحركة مع الواقع.