تعيش جبهة “البوليساريو” الانفصالية على وقع تزايد وتيرة الاحتجاجات الداخلية، التي وصلت، أمس الأحد، إلى حد محاولة اقتحام مكتب زعيم الانفصاليين، إبراهيم غالي. وفي السياق ذاته، خاض غاضبون على قيادة الجبهة الانفصالية، أمس الأحد مسيرة احتجاجية حاشدة، انتهت بمحاولة اقتحام مقر “البوليساريو” في الرابوني، مطالبين بالكشف عن مصير ثلاثة نشطاء اختطفتهم قيادة الجبهة منذ أكثر من ثمانين يوما من دون معرفة مصيرهم. وفي الوقت الذي دخلت فيه منظمات حقوقية دولية على الخط، طالب المتظاهرون غالي بالتجاوب مع المطالب الداخلية، والخارجية بكشف مصير المختطفين، واصفين موقفه ب”العار”. وتأتي المظاهرة الأخيرة، بعدما كشف منتدى "فورساتين" لدعم مؤيدي الحكم الذاتي في مخيمات تندوف، المعروف اختصارا ب"فورساتين”، الستار عن تسجيل صوتي مسرب للناشط، مولاي أبا بوزيد، الذي زج به رفقة آخرين داخل سجون “البوليساريو”، بسبب انتقادهم للأوضاع القائمة في المخيمات، وفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ونهب المساعدات الدولية المقدمة لسكان المخيمات. وأعلن أبا بوزيد في التسجيل الصوتي، الذي تم تسريبه من داخل سجن "الذهيبية" في تندوف عن دخوله في إضراب عن الطعام رفقة محمود زيدان، ومحمد فاضل ابريكة، وهم الثلاثة، الذين لجأت قيادة البوليساريو إلى إخراس أصواتهم، والزج بهم في السجون من دون محاكمة، أو تمتيعهم بأبسط حقوقهم، وفق ما أكده "منتدى فورستاين"، في بلاغ، توصل موقع "اليوم 24" بنسخة منه. وأكد المنتدى أنه توصل بالرسالة الصوتية للناشط "أبا بوزيد"، كان قد سجلها الأخير، قبل دخوله في الاضراب عن الطعام، وقال إنه لم يتمكن من نشرها في حينها لدواع أمنية، وبهدف الحفاظ على سلامة المناضلين، الذين خاطروا بأرواحهم، وساعدوا في إيصال صوت المعتقل الصحراوي للرأي العام الوطني والدولي. وذكر المصدر ذاته أن المعتقلين الثلاثة يقبعون في سجون البوليساريو منذ قرابة الشهرين، في ظروف جد سيئة، ومعاملة حاطة من الكرامة، ومماطلة في محاكمتهم، بغية جعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه انتقاد الوضع في المخيمات، أو التجرء على فضح المستور، واتهام القيادة، التي تعيث فسادا في المخيمات. وتأتي التطورات الداخلية الأخيرة في الجبهة الانفصالية، بعد أشهر من اندلاع احتجاجات داخل المخيمات ضد تقييد حرية التنقل، حيث قررت قيادة الجبهة الانفصالية تقييد حرية تنقل سكان المخيمات، ومنعهم من الخروج إلا بإذن، ما أشعل احتجاجات واجهتها القيادة بالمدفعية الثقيلة، والمعدات العسكرية، التي أحاطت بها مواطن الاحتجاجات.