تجددت الاضطرابات في مدينة الفنيدق اليوم الأربعاء، لكن دون حدوث مواجهات عنيفة كتلك التي حدثت في مطلع فبراير الفائت. وطوق المئات من المتظاهرين مقر باشوية المدينة التي تتاخم حدودها مدينة سبتة، بينما سعت السلطات إلى حشد قواتها لتجنب اختراق المحتجين لمقرها. وتلقي هذه الاحتجاجات بالشك في مقدرة السلطات على تهدئة الوضع المتدهور هناك؛ بعدما قدمت حزمة من الوعود لتوظيف الآلاف من الأهالي المحليين الذين كانوا يتظاهرون طيلة شهر فبراير الفائت. وقال شهود عيان، إن الاحتجاجات التي تجددت، شارك فيها بضع مئات من الأهالي الذين تجمعوا بشكل مفاجئ، بالقرب من مقر الباشوية، ورددوا شعارات مناوئة للسلطات. وتتراوح تقديرات عدد المتظاهرين بين 100 و300. وأظهرت لقطات فيديو صورها هواة بالهاتف، أشخاصا ملطخين بدماء مصدرها شخص قام بإيذاء نفسه وسط المظاهرة بسبب غضبه من تلكؤ السلطات عن توظيفه كما قال شهود. بينما قال مصدر شارك في المظاهرة إن متظاهرا شرع في تمزيق أطراف من جسده بسكين حادة، فيما حاول آخر أن يلقي بنفسه من سقيفة مبنى مجاور. مصادر من عين المكان، ذكرت كذلك أن باشا الفنيدق حاول ثني المتظاهرين عن الاستمرار في الاحتجاج، لكنه فشل في ذلك، بينما رفع المتظاهرون شعارات ضده. وقدمت السلطات كثيرا من المساعدات عبارة عن قفف تحتوي أغذية للآلاف من الأهالي منذ فبراير الفائت، كما وهبت آلافا إضافية من قسائم الشراء قيمتها 300 درهم. ناهيك عن توظيف المئات من الأهالي أغلبهم نساء في مصانع مجاورة، أو بوحدات لإنتاج الملابس المستعملة، لكن سرعان ما جرى تسريح كثير منهم في وقت لاحق. ودون ذلك، فإن السلطات مستمرة في دعم وعودها بشأن تعزيز إنشاء مقاولات محلية، وأيضا مشاريع عمومية، بمقدورها أن تمتص بعض من المعدلات القياسية للبطالة في تلك البلدة. لكن ناشطين محليين طالما حذروا السلطات التي كانت مهتمة أكثر بإيقاف الاحتجاجات الأولى؛ من تقلب الأوضاع بشكل سريع، في حالة لم تف بوعودها في توظيف الأهالي، غير أن أفرادا آخرين يقولون، إن السلطات أبلغتهم باستمرار بأن بعض المشاريع "تتطلب بعض الوقت لتنفيذها، وتوظيف الأهالي داخلها".