بينما يستمر الشبان المتحدرون من مدينة الفنيدق، في محاولات الهجرة إلى سبتة سباحة، هربا من أوضاع يقولون إنها تزداد تدهورا، زعمت السلطات أن "جهات" لم تسمها، حرضت على هذه العمليات، عبر تدوينات على الشبكات الاجتماعية. وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها شبان الهجرة سباحة، وبشكل جماعي، إلى سبتة، فقد شن المئات من الشبان منذ الصيف الفائت، عدة محاولات كان غالبيتها ناجحا في الوصول إلى سبتة. ومنذ ذلك الحين طوقت السلطات الشواطئ القريبة من سبتة بموانع حركة، وعبأت موارد بشرية إضافية لمراقبة الشواطئ. ونزح حوالي 100 شاب يوم السبت، إلى سبتة عبر البحر، وتكلفت مراكب للإنقاذ تابعة للحرس المدني الإسباني بانتشال الشبان الذين كانوا يصارعون الموج عرض البحر. بينما لاحظ شهود عيان، أن السلطات المغربية ظلت مكتفية بمراقبة محاولات الهجرة تلك من بعيد. وتظهر أشرطة فيديو التقطت من هناك، وجود بعض أفراد القوات المساعدة على الشاطئ، وهم يراقبون الشبان داخل البحر، بينما عبرت مركبة إسبانية لخفر السواحل إلى داخل المياه الإقليمية المغربية لإنقاذ أولئك الشبان، والعودة بهم إلى شواطئ سبتة. مصادر سجلت فقدان أربعة أشخاص على الأقل، فيما انتشل مواطنون جثة شخص غريق؛ ويتحدر الضحية من مدينة الفنيدق وهو أب لطفل. وأطلقت عائلات في الفنيدق كما في تطوان، نداء استغاثة وبحث عن أفراد من أسرهم شاركوا في عملية الهجرة هذه، وبين هؤلاء يوجد قاصران بثت أسرتاهما صورهما على نطاق واسع لمساعدتهما في الحصول على معلومات بخصوص مصيرهما. وصباح اليوم الاثنين، كانت محاولات الهجرة مازالت مستمرة، بينما تخففت إجراءات المراقبة فجأة نهاية الأسبوع الفائت، على طول شواطئ الفنيدق. ويعاني أهالي المناطق المجاورة لحدود سبتة من تدهور شروط معيشهم منذ إغلاق معبر باب سبتة. كما أن القيود المفروضة بسبب الجائحة زادت من حدة المعاناة. وكانت السلطات قد أطلقت حملة توظيفات عقب الاحتجاجات التي عرفتها مدينة الفنيدق فبرابر الفائت، كما تعهدت بإطلاق مشاريع جديدة، لكن الأهالي كما نشطاء محليين، يعتقدون بأن السلطات تباطأت منذ ذلك الحين عن تنفيذ وعودها.