في تطوّر غير مسبوق في علاقة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مع المغرب، خصّ هذا الأخير المملكة بأطول شريط فيديو موجّه خصيصا وحصريا للسلطات المغربية، تضمّن تهديدات صريحة ومباشرة، في خطابات ألقاها زعيم التنظيم أبو مصعب عبد الودود شخصيا، ودعا فيها الشباب المغربي إلى ما يسميه الجهاد والهجرة إلى الله عوض الهجرة إلى أوربا. الشريط الذي يصادف تاريخ ظهوره الفترة التي أعلنت فيها السلطات الإسبانية عن اعتقال عدد من السلفيين في كل من مدينتي سبتة ومليلية، واتهامها إياهم بتشكيل خلايا ارهابية والعمل على استقطاب الشباب وتهجيرهم إلى سوريا للمشاركة في القتال؛ بركّز بقوة على شخص الملك ويتطرّق لثروته وأنشطته، فيما يبدو رد فعل على تعاون السلطات المغربية مع نظيرتها الإسبانية. الشريط الذي حذفه موقع يوتوب بمبرر تعارضه مع قواعده الخاصة بالتعاطي مع العنف، وتحتفظ به بعض المواقع التابعة للتنظيم الإرهابي، ينطلق بصور فيديو مقتطفة من إحدى حفلات الولاء التي تقام سنويا بالقصر الملكي، تليها مباشرة صورة مواجهات عنيفة بين قوات عمومية ومحتجين مغاربية، كل ذلك مصحوب بأناشيد دينية وحماسية. "مملكة الفساد والاستبداد"، هكذا عنونت القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي شريطها الخاص بالمغرب، يُظهر عددا من المشاهد التي توحي بكون السلفيين، مجسدين في منقبات ورجال ملتحين بلباس افغاني، يعيشون في ظروف قاسية من مدن للصفيح وأعمال شاقة. وخصص الشريط دقائقه الاولى للتذكير بالتاريخ الاسلامي للمغرب، حيث ذكّر بوجوده السابق في الأندلس، ثم عرّج على مرحلة الاستعمار الفرنسي، والتي قال إنها وبعدما انتهت، يقول الشريط إن "أفراخ المستعمر" تولّوا إدارة البلاد. ويستشهد الشريط بمقاطع صوتية لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأخرى من ندوة شارك فيها السلفي عمر الحدوشي ويتحدث فيها عن التعذيب الذي تعرض له، ومقاطع أخرى لرئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، وهو يقول إن الملك في المغرب هو أمير المؤمنين، وصور لأنشطة رسمية لولي العهد الامير مولاي الحسن، كما يستعمل الشريط صورا للقاء الملك الراحل الحسن الثاني بالزعيم الاسرائيلي شمعون بيريز، كما يظهر صورا حديثة من قبيل زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب واستقباله من طرف الملك محمد السادس، وأخرى من مهرجان موازين، وتحديدا صهرة المغني البريطاني التون جون، مع مقتطفات من تدخلات نواب برلمانيين لحزب العدالة والتنمية وهم يهاجمون المهرجان. وينتهي الشريط بتوجيه نداء الى شباب المغرب، بدعوى وجود اخوان لهم خرجوا للجهاد ويحتاجون إلى المساعدة. ويتدخل زعيم القاعدة في المغرب الاسلامي، أبو مصعب عبد الودود شخصيا، ليخاطب الشباب المغربي ويدعوهم إلى "الهجرة إلى الله لا الهجرة في طلب الدنيا وركوب قوارب الموت والفرار الى الكفار...".