قالت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لطيفة أخرباش، إن «جيل الألفية لم يعد يستوعب ويقارب علاقته بالعالم وفق التصور نفسه والإدراك الذي كان ساريا عندما كانت المعلومة تصل إلى الجمهور الواسع أساسا عبر وسائل الإعلام الجماهيرية». وأوضحت أخرباش خلال مداخلتها يوم 07 أكتوبر بالمنتدى الدولي لهيئات التقنين، الذي ينظمه، عبر تقنية المناظرة المرئية، المعهد الدولي للاتصالات، أن «التحول الرقمي للاتصال ولأنماط الاستهلاك الإعلامي أسهم في إحداث تحول ثقافي للمجتمعات». وأكدت لطيفة أخرباش، خلال مداخلتها في الجلسة المخصصة لموضوع: «الاستجابة للانتقال الرقمي في مجالي الولوج إلى المحتوى وسبل التقنين»، والتي أدارتها كارولين سيمارد عن هيئة التقنين الكندية، أن «أسئلة الهوية الوطنية، التمثلات الاجتماعية، الاستقبال والاستهلاك الإعلامي لدى مختلف فئات الجمهور، والمواطنة الثقافية، هي قضايا ازدادت تعقدا جراء التحول الرقمي الذي شمل تأثيره الأفراد والمجتمعات، كما لم تعد قضايا ذات طبيعة تواصلية إعلامية فحسب، بل غدت أيضا ذات بعد سياسي صرف». وفي معرض إشارتها إلى الممارسات الفضلى لهيئات التقنين في مجال النهوض بالاشتمالية وولوج المواطنين لعروض المضامين الإعلامية على الصعيدين المحلي والجهوي، ذكرت أخرباش بأن الهيئة العليا بادرت إلى إطلاق تدبير للتمييز الإيجابي من شأنه تقوية الإنصاف الترابي في ما يخص انتشار الخدمات الإذاعية والتلفزية في المناطق النائية عن المراكز الحضرية الكبرى؛ حيث جرى إقرار تخفيض مهم في مبلغ الأتاوى المحصلة عن استغلال الترددات لفائدة المتعهدين الذين يرغبون في توسيع تغطية خدماتهم لتشمل هذه المناطق. وذهبت أخرباش إلى أن «أحد الأسئلة التي يتعين أن تكون محط انشغال كل المسؤولين السياسيين، هي معرفة كيفية وضع الاشتمالية والتنوع والقرب والانفتاح في قلب نموذج الفعل العمومي الثقافي في زمن باتت فيه المنصات الرقمية العابرة للحدود، والتي لها من القوة والإمكانيات ما لا يتوفر لوزارات الثقافة في العالم، تخدم الهيمنة الثقافية وتشجع السلوكيات الاستهلاكية المحضة». وهمّت أشغال الجلسة، أيضا، المقاربات التي يمكن أن تعتمدها هيئات التقنين ووسائل العمل المتاحة لها بهدف التفاعل مع تسارع وتيرة الانتقال الرقمي، مع الاستمرار في إنعاش الثقافة والنهوض بالهويات الوطنية وضمان الولوجية، على نطاق واسع، إلى مضامين ذات جودة خدمة لمصلحة الجمهور. كما انكب المتدخلون على مناقشة سؤال حماية الأسواق الوطنية للإنتاج الإعلامي والنهوض بالمضامين المحلية. كما عرفت أشغال المنتدى مشاركة قوية لهيئات تقنين الإعلام ممثلة لعدد من الدول، منها أستراليا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا، المملكة المتحدة، المغرب، جنوب إفريقيا، سنغافورة، هونغ كونغ، المكسيك، جاميكا باربادوس وأوغندا. ويعد المغرب عضوا بالمعهد الدولي للاتصالات، الذي يضم هيئات حكومية لتقنين الاتصال السمعي البصري وقطاع الاتصالات من القارات الخمس. وقد أُحدث المعهد ليكون مركزا دوليا للتفكير قبل نصف قرن، ويوجد مقره بالعاصمة البريطانية لندن.