عجل الارتفاع المخيف لحالات الإصابة بفيروس كورونا بمدينة جرادة، بلجوء السلطات الإدارية بتنسيق مع القطاع الصحي، بإغلاق المدينة وتشديد العمل بالإجراءات الاستثنائية داخل أحيائها وفضاءاتها العامة، وذلك في محاولة من السلطات لكبح سرعة انتشار المرض. وعلى خلفية هذا الوضع الوبائي المقلق بمدينة جرادة، أصدر عامل الإقليم مبروك ثابت، أول أمس الثلاثاء، بلاغا أعلن فيه عن إغلاق المدينة وضواحيها، واعتماد الإجراءات الاستثنائية والاحترازية المشددة حتى السادس من شهر أكتوبر الجاري، وذلك تجاوبا مع التوصية الصادرة عن اجتماع اللجنة الإقليمية لليقظة والرصد الوبائي المنعقد يوم الاثنين الأخير، حيث شدد عامل جرادة على أن هذه التدابير الاحترازية المشددة قابلة للتمديد بحسب تطورات الحالة الوبائية بالإقليم. وحمل بلاغ عامل جرادة مسؤولية ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس المستجد، إلى سكان المدينة، الذين ينظمون بشكل سري الأفراح وحفلات الزواج والجنائز، وهو ما دفع بالسلطات إلى تجديد إعلانها بمنع التجمعات العائلية وترتيب الجزاءات القانونية في حق المخالفين، يقول بلاغ عمالة جرادة. واستنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" من مصادرها بمدينة جرادة، فإن السلطات قامت بإغلاق جزء من حي "المجهز" و"أولاد سيدي علي" و"المسيرة"، وهي الأحياء التي تعرف تفشيا للفيروس، حيث وضعت السلطات بمداخلها ومخارجها حواجز أمنية تمنع الدخول إليها والخروج منها إلا للضرورة القصوى، فيما طالت قرارات الإغلاق عددا من الطرق بوسط المدينة وضواحيها لمراقبة وضبط حركة التنقل، أما فرق التدخل السريع والرصد الوبائي، فإنها تواصل عملها الميداني لتحديد الأحياء السكنية بمدينة جرادة التي تعرف منحى تصاعديا للإصابات بالفيروس والحالات المشتبه فيها. وتقوم التدابير والإجراءات الاحترازية المقررة من قبل سلطات عمالة جرادة، بحسب ما جاء في بلاغها، على إلزامية التوفر على رخصة استثنائية للتنقل من وإلى المدينة، مع فرض مراقبة صارمة من طرف سدود قضائية للشرطة والدرك الملكي، ومنع جميع أشكال التجمعات، كما حددت السلطات الساعة العاشرة ليلا موعدا لإغلاق محلات تجارة القرب والواجهات التجارية الكبرى والمقاهي والمطاعم والحدائق العمومية، وقاعات الألعاب والقاعات الرياضية، وملاعب القرب، فيما فُرض على وسائل النقل العمومي تقليص الطاقة الاستيعابية إلى 50 في المائة. أما الشق المتعلق بالأحياء السكنية بمدينة جرادة وضواحيها، والتي تعرف تفشي الوباء، توجب تدابير السلطات الادارية والصحية، إغلاق المنافذ المؤدية إلى هذه الأحياء عبر الأحزمة الأمنية، وإخضاع التنقل من وإلى الأحياء المعنية بالإغلاق لرخصة استثنائية للتنقل مسلمة من طرف السلطات المحلية، مع تعطيل كلي وإغلاق شامل للحمامات ومحلات التجميل والحلاقة وقاعات الرياضة بالأحياء الموبوءة بالمدينة، فيما حددت السلطات موعد إنهاء خدمات المقاهي والمطاعم بهذه الأحياء على الساعة الثامنة ليلا، وإغلاق أسواق القرب على الساعة الرابعة بعد الزوال. وسجلت الجهة الشرقية، بحسب معطيات الحالة الوبائية التي أعلنت عنها المديرية الجهوية للصحة بوجدة، خلال ال24 ساعة الأخيرة حتى صباح أمس الأحد 196 إصابة جديدة، محتلة بذلك المرتبة الثالثة بعد جهتي "الدارالبيضاء-سطات" و"الرباط -سلا-القنيطرة"، حيث توزعت الحالات المسجلة بالجهة الشرقية، على عمالة"وجدة-أنجاد"(54 حالة)، جرادة (47 حالة)، جرسيف (39 حالة)، فجيج (16حالة)، تاوريرت والناظور (14 حالة)، بركان (10 حالات) والدريوش (حالتان)، فيما قتل الفيروس خلال ال24 ساعة الأخيرة، 4 مرضى بسبب مضاعفات "كوفيد-19′′، منها حالتا وفاة بالناظور وحالة واحدة بكل من جرادةووجدة.