استنفار صحي تعيشه مدينة تالسينت، بعدما سجلت أول حالة إصابة بالفيروس التاجي بهذه المدينة، وذلك منذ تسلل كورونا إلى إقليم فجيج والجهة الشرقية نهاية شهر مارس الماضي، ويتعلق الأمر، بحسب المعلومات التي أوردتها مصادر"أخبار اليوم"، برجل سلطة برتبة قائد يرأس الملحقة الإدارية لمركز أنوال التابع لجماعة بوشاون دائرة تالسينت، حيث جرى الإعلان عن إصابته نهاية الأسبوع الأخير، أكدتها نتائج التحليلات المخبرية للمختبر المركزي بالمركز الاستشفائي الجامعي بمدينة وجدة، عاصمة الجهة الشرقية. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن وزارة الداخلية وبتنسيق مع مصالحها بعمالة بوعرفة، فتحت بحثا إداريا للوصول إلى مصدر إصابة رجل السلطة بالفيروس، حيث رجحت مصادر الجريدة بأن يكون مصدر العدوى من خارج منطقة تالسينت، التي ظلت منذ تسلل الفيروس إلى إقليم فجيج بداية شهر أبريل الماضي خالية من أي حالة، قبل أن تعلن السلطات الصحية نهاية الأسبوع المنصرم إصابة قائد جماعة بوشاون ضواحي دائرة تالسينت. من جهته، قال مصدر قريب من البحث الإداري الذي فتحته مصالح الداخلية، بأن معلومات راجت فور تأكيد المختبر الجهوي بوجدة إصابة رجل السلطة بتالسينت، بأن قائد أنوال قام بزيارة خاطفة لعائلته بمدينة وجدة، بعد عيد الأضحى الماضي بدون أن يحصل على رخصة إدارية لتنقله خارج مقر عمله، وهو ما تحاول أبحاث مصالح وزارة الداخلية التأكد من صحته قبل ترتيب المسؤوليات والجزاءات عليه، وعلى الجهات الإدارية التي لها علاقة بهذا الخرق الإداري، وبالتالي، كشف مصدر إصابة رجل السلطة بالفيروس، الذي تسبب في نقله للمرض إلى منطقة خالية من كورونا، ومخالطته لعدد من الأشخاص ممن لهم علاقة بعمله أو من يتعامل معهم خارج مقر العمل. وزاد المصدر ذاته، بأن ظهور أعراض الفيروس على رجل السلطة التابع لدائرة تالسينت، عجلت الاثنين الماضي بتدهور حالته الصحية بعد عودته من مدينة وجدة بدون ترخيص، بحسب ما ترجحه المعطيات الأولية للبحث الإداري الذي فتحته مصالح وزارة الداخلية لكشف حقيقة إصابته بالفيروس وتحديد مصدرها ومسؤولية القائد عنها، حيث سقط رجل السلطة منتصف الأسبوع المنصرم بالقرب من مقر إقامة زميله قائد تالسينت، واستنجد بعون سلطة الذي قام بإيصاله على متن سيارة المصلحة إلى مقر إقامته بحي المسيرة، غير أن تعرضه لفشل حاد في التنفس بمنزله وإرهاق بدني، عجل بنقله إلى المركز الصحي بتالسينت. من جانبها، أفادت مصادر مطلعة بالمركز الصحي بتالسينت، بأن الطبيبة والممرض الرئيس، تعاملا مع حالة رجل السلطة، على أنها حمى عادية ناتجة عن ضربة شمس، ولم يراودهما شك في أعراض كوفيد19، وهو ما جعل الطبيبة تسمح له بالعودة إلى منزله، قبل أن تتدهور صحة القائد من جديد بسبب إرهاق بدني جعله لا يقوى على الحركة، حيث اتصل بصديقه المقاول المتحدر من مدينة بني تدجيت المجاورة لتالسينت، وطلب منه نقله على متن سيارته الرباعية نحو المستشفى الإقليمي ببوعرفة (على بعد 220 كلم من تالسينت)، وهناك شك الأطباء في حالته بسبب ارتفاع حرارة جسمه، وشكواه من صداع في الرأس، والغثيان والإسهال الحاد وصعوبات في التنفس، حيث أخذت لرجل السلطة عينات من مسالكه التنفسية العليا والسفلى، أثبت نتائجها إصابته بالفيروس التاجي. هذا، وكشف مصدر من سلطات تالسينت، بأن السلطات الصحية والإدارية وفور تأكيد المختبر المركزي للكشف المخبري بوجدة إصابة رجل السلطة بكورونا، أعلنت حالة الاستنفار بحثا عن المخالطين للقائد بغرض تحديد هوياتهم وحصر لائحتهم، والتي تجاوزت 30 مخالطا، من بينهم قائدان زميلا القائد المصاب، وآخران برتبة "خليفة القائد"، ورئيس الفرقة الترابية للقوات المساعدة، وستة من أعوان السلطة، ورئيس مركز الدرك الملكي بتالسينت، وطبيبة وممرض رئيس، إضافة إلى عدد من المخالطين المشتبه فيهم، تعامل معهم القائد المصاب أغلبهم أصحاب "بقالة"، وكذا المقاول الذي تكفل بنقل القائد على متن سيارته الرباعية من تالسينت إلى المستشفى الإقليمي ببوعرفة، بدلا من سيارة الإسعاف الخاصة بكوفيد19. آخر المعطيات الآتية من تالسينت، تفيد بأن السلطات وسكان المنطقة، الذين يعيشون حالة من الرعب، ينتظرون بقلق شديد نتائج التحليلات المخبرية لأزيد من 30 شخصا خالطوا رجل السلطة المصاب بكورونا، من بينهم أعوان سلطة متقدمون في السن ويعاني بعضهم من أمراض مزمنة، مما رفع من مخاوف السلطات من ظهور حالات العدوى وسط مخالطي قائد أنوال بدائرة تالسينت، في حال أظهرت نتائج تحليلاتهم المنتظرة اليوم الاثنين عن حملهم للفيروس، تورد مصادر "أخبار اليوم"، مشددة على أن مصالح عمالة بوعرفة أمرت بإغلاق مقر الملحقة الإدارية بجماعة بوشاون بغرض تعقيمها وإخضاع موظفيها للفحوصات والكشف المخبري، ونفس التدابير الاحترازية مورست على موظفي دائرة وقيادة تالسينت التي تردد على مقرها رجل السلطة المصاب خلال الأيام القليلة الماضية، والتي سبقت رصد حالته نهاية الاسبوع المنصرم، فيما سارعت السلطات الصحية والإدارية إلى مطالبة المخالطين المشتبه فيهم بالتزام مقرات سكناهم والخضوع للحجر الصحي، في انتظار نتائج التحليلات المخبرية. وسجل إقليم فجيج خلال ال72 ساعة الأخيرة حتى صباح أمس الأحد، 7 حالات إصابات جديدة بكورونا، من بينهم قاض بمحكمة الأسرة ورجل أمن وعنصر من الوقاية المدنية وقائد جماعة بوشاون بأنوال ضواحي تالسينت، والذي تخشى السلطات أن تتسبب حالته في نقل العدوى لمخالطيه، والذين قد يرفعون من عدد المصابين بهذا الإقليم، حيث بلغ إجمالي الحالات المؤكدة بعمالة بوعرفة حتى الآن 15 حالة، 7 منهم يوجدون تحت العلاج، من أصل 719 إصابة بالجهة الشرقية منذ تسلل الفيروس إليها نهاية شهر مارس الماضي.