في ظل استمرار الوضعية الوبائية في المغرب، قررت وزارة التربية الوطنية أن يبدأ الدخول المدرسي المقبل بداية شتنبر،وسط غموض يلف التعليم الحضوري. وسيلتحق، يوم الثلاثاء 1 شتنبر 2020، أطر وموظفو الإدارة التربوية وهيئاتالتفتيش وباقي الموظفين، فيما سيلتحق الأساتذة بجميع درجاتهم، يوم الأربعاء 2 شتنبر 2020، وستبدأ الدراسةالفعلية في 7 شتنبر. لكن لم تكشف الوزارة عن تصور واضح حول هل سيكون التعليم حضوريا أم عن بعد، أم هناكسيناريوهات أخرى؟ وجاء في مقرر للوزارة أنه "استحضارا للظرفية الخاصة"، والتي "يتعذر معها توقع تطور الوضعية الوبائية، ليس فقط فيالدخول المدرسي المقبل، وإنما، كذلك، في مختلف محطات الموسم الدراسي برمته"، فإنه "يتعين مواصلة العمل بالتدابيرالوقائية"، من خلال تزويد المؤسسات التعليمية والمرافق الإدارية بمستلزمات النظافة والوقاية من صابون سائل ومعقماتومناديل ورقية والحرص على ارتداء الكمامات وغيرها.. وحسب مصدر مطلع، فإن الصورة لازالت غامضة بشأن العودة للتعليم الحضوري، لأنه حتى السلطات الصحية لا تملكتصورا حول كيف ستكون الحالة الوبائية خلال شهر شتنبر، أو الشهور المقبلة، ولهذا، فإن المقرر الذي أعلنته الوزارة أولأمس الخميس 6 غشت، يرمي إلى تنظيم السنة الدراسية المقبلة "في وضعها الطبيعي"، مع التنصيص على بعضالمستجدات المرتبطة بآلية "التعليم عن بعد"، التي جرى اعتمادها خلال الموسم الدراسي السابق 2020-2019، فيإطار التدابير الاحترازية المتخذة للتصدي لانتشار وباء كورونا، أي أنه سيتم الإعلان مع قرب الدخول المدرسي عن اعتمادالتعليم عن بعد أو حضوريا أو الدمج بينهما، حسب معطيات تطور الحالة الوبائية بالمملكة، بما يكفل تأمين استمرارالعملية التعليمية في ظروف صحية. وتشير مصادر إلى أن وزارة التربية وضعت سيناريوهات، حسب تطور الوضعيةالوبائية، ويمكن اعتماد الدمج بين التعليم الحضوري المقلص والتعليم عن بعد. هذا، علما أن الوزارة لم توفر بعد شروطتعميم التعليم عن بعد، للتلاميذ في العالم القروي. وينص مقرر الوزارة على أن تخصص الفترة الممتدة من يوم 1 إلى 5 شتنبر 2020 لتوفير شروط ضمان انطلاقالدراسة بالمؤسسات التعليمية، ولإتمام مختلف العمليات التقنية المرتبطة بالدخول. على أن تنطلق الدراسة بشكل فعلييوم الاثنين 7 شتنبر 2020 بالنسبة إلى أطفال التعليم الأولي وإلى السلك الابتدائي والسلك الثانوي الإعدادي والثانويالتأهيلي وبأقسام تحضير شهادة التقني العالي، ويوم الاثنين 5 أكتوبر 2020 بالنسبة إلى أقسام التربية غيرالنظامية. وتقرر تخصيص الحصص الدراسية الأولى، خلال الفترة الممتدة ما بين 7 شتنبر و3 أكتوبر 2020 لتشخيصالمكتسبات الدراسية، قبل البدء في تقديم دروس أنشطة المراجعة والتثبيت، باستحضار حصيلة تعلمات التلاميذ خلالفترة الحجر الصحي برسم السنة الدراسية 2019-2020، أما البرنامج الدراسي فسيبدأ الاثنين 5 أكتوبر 2020، بانطلاق الحصص الدراسية مع الاستمرار في تقويمالمستلزمات ومعالجة التعثرات وبرمجة حصص الدعم التربوي لفائدة التلاميذ الذين هم في حاجة للدعم. مراجعة الكتب المدرسية للابتدائي ومن جهة أخرى، أعلنت الوزارة أن هناك "مستجدات" في المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي خلال الموسم المقبل، تتمثلفي تخفيف وحدات التدريس بالانتقال من ثماني وحدات في السنة إلى ست وحدات، وإدماج موضوعات جديدة وتجديدفي محتوى ومنهجية تدريس العلوم والرياضيات والتربية المدنية والتاريخ والجغرافية، كما سيتم تعزيز الحصة الزمنيةالأسبوعية للعلوم وللتربية المدنية، وتبني مقاربة جديدة لتدريس اللغة العربية باعتماد "القراءة المبكرة" في السنوات الأولىمن السلك الابتدائي، و"القراءة المقطعية" ضمن مقاربة عملياتية لتعلم اللغة الأجنبية تنهل من الممارسات الفضلى عالميا. وأعلنت الوزارة أنه جرت "إعادة كتابة" كل الكتب المدرسية للسلك الابتدائي حسب مواصفات مضبوطة للجودة وتقويمصارم، في سياق "تطوير النموذج البيداغوجي". التعليم الخاص يطالب بالتعليم الحضوري من جهتهم، طالب أرباب المدارس الخاصة، من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير التربية سعيد أمزازي خلاللقاءهم الخميس 6 غشت أن يسمح لهم باعتماد التعليم الحضوري خلال الدخول المقبل، وقال عبدالسلام عمور، رئيسرابطة التعليم الخاص بالمغرب، إنه أبلغ رئيس الحكومة أن تجربة التعليم عن بعد، خلقت مشاكل مع الأسر، مضيفا فياتصال مع "أخبار اليوم"، أن المدارس الخاصة مستعدة لتوفير كل الإجراءات الاحترازية مهما كانت مكلفة "لضمانسلامة التعليم الحضوري"، باستثناء المناطق التي تعرف اتخاذ إجراءات الحجر الصحي. ويأتي مطلب المدارسالخاصة بعدما رفضت العديد من الأسر أداء رسوم تمدرس أبنائها، في نهاية الموسم الماضي لعدم اقتناعها بالتعليم عنبعد، الذي يفرض بقاء التلميذ في البيت. وفي حالة استمرار التعليم عن بعد خلال الدخول المقبل، يقول عمور، فإن الآباءالموظفين سيجدون صعوبة في ترك أبنائهم في البيت، وضمان مراقبة تتبعهم للدروس وستخلق مشاكل مع المدارس. ومنجهة أخرى، أكد عمور أن عددا من المدارس الخاصة توصلت إلى تسوية مع الأسر، إما بتخفيضات جزئية أو كلية، بسببتداعيات الجائحة، لكن لازالت هناك أسر أخرى ترفض الأداء، مشيرا إلى أن بعض ملفات النزاع مع الأسر وصلت إلىالقضاء، سواء منها المتعلقة بتسليم الشواهد، أو الأداء. وينتظر أن يعقد رئيس الحكومة ووزير التربية لقاء آخر مع أربابالمدارس الخاصة للرد على مقترحاتهم.