يواصل فيروس كورونا انتشاره بأقاليم جهة فاس-مكناس، مسجلا بشكل تصاعدي إصابات جديدة خصوصا بمدينة فاس، عاصمة الجهة، التي قفزت خلال ال48 ساعة الماضية إلى 1187 حالة منذ دخول الفيروس التاجي إليها منتصف شهر مارس الماضي، بزيادة 68 إصابة جديدة خلال يومي الاثنين والثلاثاء الأخيرين، فيما أعلنت وزارة الصحة، ضمن حصيلتها الأخيرة عن الحالة الوبائية بالجهة، عن تعافي 62 مصابا، الذين كانوا يتابعون علاجهم بالمستشفى الميداني العسكري لمدينة بنسليمان ضواحي الدارالبيضاء، حيث يواصل رحلة العلاج بهذا المركز 364 مريضا من فاس، والباقون، وعددهم 17 مريضا، يتوزعون على مدن مكناسوإفرانوتازةوتاونات ومولاي يعقوب، أي ما مجموعه 381 مريضا، ضمن العدد الإجمالي لمرضى هذه الجهة، الخاضعين للعلاج حتى آخر حصيلة لصباح أمس الأربعاء إصابة ممرضة ضمن فريق فاس المتطوع في بنسليمان علمت الجريدة من مصدرها بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، بأن ممرضة محسوبة على نفس المستشفى وتوجد ضمن الطاقم الطبي والتمريضي للمركز الميداني لتجميع مرضى "كوفيد-19" في بنسليمان أصيبت بالفيروس. وأضاف المصدر عينه أن إصابة الممرضة جاءت عقب التحاقها بهذا المركز ضمن فريق طبي وتمريضي تطوع من فاس للعمل معية باقي الفرق المتطوعة من جميع الجهات، حيث ضم فريق فاس المتطوع 8 ممرضين وطبيبا، سبق لهم أن اشتغلوا ضمن وحدة للحجر الصحي والإنعاش بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، على مدى أزيد من أربعة أشهر، قبل أن يقرروا الالتحاق تطوعا للعمل بالمستشفى الميداني لبنسليمان، حيث طالبت حينها وزارة الصحة من مديريتها الجهوية بفاس، مدها بفريق من 10 أطر طبية وتمريضية، لكن 8 منهم من قبلوا التطوع. من جهتها، تسببت الممرضة العاملة بمصحة خاصة وسط فاس، التي أنهى حياتها فيروس كورونا الثلاثاء ما قبل الماضي، في نقل العدوى إلى ثلاثة من مخالطيها، اثنان من أقارب الممرضة، وهما ابنها وإحدى قريباتها كانت السلطات الصحية أكدت إصابتهما خلال اليومين المواليين لوفاة الممرضة، فيما تأكدت إصابة حالة ثالثة مخالطة لها، ويتعلق الأمر بطبيبة مختصة في أمراض القلب والشرايين، تملك عيادة خاصة قريبة من المصحة التي كانت تشتغل فيها الممرضة، التي زارت الطبيبة قيد حياتها عقب شعورها بصعوبات في التنفس وآلام بقفصها الصدري، قبل أن تعرض حالتها على الوحدة المتخصصة في مرض "كوفيد-19" بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، حيث تأكدت حينها إصابة الممرضة التي لم تقاوم الفيروس، فيما انتقلت العدوى إلى طبيبتها التي كانت تتابع مرضها قيد حياتها بالقلب والدورة الدموية. استقرار بأقاليم الجهة بعد عودة الفيروس إليها في مقابل مواصلة الفيروس لنشاطه بمدينة فاس التي عزلت عن محيطها الجهوي، عرفت باقي حواضر الجهة وأقاليمها التي عاد إليها كورونا، مجددا، استقرارا في حالتها الوبائية، حيث سجلت مدينة مكناس حالتين مؤكدتين خلال ال48 ساعة الماضية، ويتعلق الأمر بسيدة حاملة للفيروس عادت إلى مقر سكنها بالعاصمة الإسماعيلية قادمة من مدينة كرسيف، حيث ظهرت عليها أعراض المرض التي أكدتها نتائج التحليلات المخبرية، ونفس الشيء حصل مع سيدة ثانية عادت هي الأخرى من مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية. من جهتها، عرفت مدينة إفران، التي سجلت بها أول حالة سبق الإعلان عنها نهاية الأسبوع الفائت، وتخص نادلة تشتغل بإحدى مقاهي المدينة، (عرفت) رصد إصابة ثانية مخالطة للنادلة، فيما تواصل فرق التدخل السريع لليقظة والرصد الوبائي حملة واسعة للتحاليل المخبرية والكشف الفيروسي المبكر، بالتجمعات السكنية والوحدات التجارية والخدماتية والفلاحية بالمدينة وضواحيها. كما سجل إقليمتاونات إصابة جديدة ضمن المخالطين لعناصر درك مركز الولجة ضواحي "قرية با محمد"، الذين جرى الإعلان عن إصابتهم بالفيروس منتصف الأسبوع الماضي، وعددهم خمسة دركيين، واحد منهم تم احتساب حالته على مدينة فاس، لكونه أصيب فيها بالمرض خلال اجتيازه لفترة من عمله بإحدى المصالح الجهوية للدرك الملكي. بإقليمتازة، أبعدت نتائج التحليلات المخبرية العدوى عن مخالطين بالوسط العائلي والمهني لمصاب بالفيروس، وهو مستخدم لدى شركة للحراسة الخاصة، تربطها عقدة تدبير مفوض للحراسة مع وكالة تجارية للمكتب الوطني للماء والكهرباء بمدينة وادي أمليل، توجد على بعد 30 كيلومترا عن مدينة تازة في اتجاه مدينة فاس. أما بإقليم مولاي يعقوب، الإقليم الخامس بالجهة الذي تسلل إليه كورونا مجددا ضمن الموجة الثانية، فقد استقرت الإصابات الجديدة المسجلة به منذ نهاية الأسبوع الماضي حتى صباح أمس الأربعاء، في ثلاث حالات مصدرها موظف بمؤسسة عمومية تابعة للمصالح الخارجية لعمالة مولاي يعقوب، تسبب في نقل العدوى إلى فردين من وسطه العائلي، فيما نجا زملاؤه الذين جاءت نتائج تحليلاتهم المخبرية سلبية.