دفع الإحباط وفقدان الأمل مغاربة عالقين في المدينةالمحتلةسبتة، إلى المغامرة بحياتهم بالعودة إلى المغرب سباحة. إذ ارتفع منذ الخميس الماضي عدد العالقين الذين يعبرون سباحة إلى بلدهم، منذ الإغلاق الشامل للحدود في 13 مارس الماضي، إلى نحو 34 عائدا، وفق ما أكدته مصادر حقوقية من الفنيدق وبعض العالقين في سبتة ل"أخبار اليوم". العائدون سباحة يخضعون للحجر الصحي في دار الطالب بالفنيدق. فيما أتم ال285 عالقا الذين رحلوا برا من سبتة أواخر ماي المنصرم، الحجر الصحي، وغادروا الفنادق التي كانوا يقيمون فيها. لكن ما أثار الانتباه نهاية الأسبوع الماضي، هو إقدام حاكم سبتة على نقل عشرات العالقين الباقين المغاربة من المركز الرياضي "الحرية"، الذي كانوا يخضعون فيه للحجر الصحي، إلى "مخزن للخمور" في المنطقة الصناعية بتاراخال. صمت المسؤولين في الأيام الأخيرة، يغامر، يوميا، عالقون بحياتهم سباحة للعبور من سبتة إلى المغرب. "منذ الخميس الماضي، عاد نحو 24 عالقا سباحة. فبعد ترحيل الفوج الأول والثاني والثالث من العالقين أيام 22 و23 و24 ماي المنصرم، وتعليق عملية الترحيل، امتلك الإحباط العالقين وفقدوا الأمل. كما أن المسؤولين صمتوا عن قضيتنا كعالقين في سبتة، ولم يعودوا يتحدثون عنها بالمرة، وبالتالي، فبعض العالقين لديهم أبناء وآباء يرعونهم في الجانب المغربي، وعليه، لم يجدوا بدا من العبور سباحة"، يوضح أحد العالقين الباقين في سبتة. ويبدو أن سهولة العبور إلى الجانب المغربي انطلاقا من النقطة البحرية الفاصلة بين تارخال والجانب المغرب، تشجع الشباب العالقين الذين يعرفون السباحة على العودة إلى الجانب المغربي كلما سنحت لهم الفرصة، لأن أغلبهم يستغلون انشغال الأمن الإسباني للعبور. مصدرنا قال بهذا الخصوص: "فحتى الخروج سباحة نحو الجانب المغربي ما كيناش فيه مغامرة بزاف، لكاين هو أنه خاص انتظار انشغال الأمن الإسباني والجري في الرمال إلى أقرب نقطة تماس مائية، وهناك يلقون بأنفسهم في الماء، والسباحة لمسافة قصيرة". أحد العالقين الذين تمكنوا من العودة سباحة نهاية الأسبوع المنصرم إلى الجانب المغربي، أوضح في رسالة صوتية بعثها إلى أسرته توصلت بها الجريدة، أنهم دخلوا فعلا إلى الجانب المغربي، حيث وجدوا عناصر الأمن المغربية في انتظارهم، مبرزا أنهم تعاملوا معهم بشكل جيدا جدا، وأنه وفرت لهم جميع ظروف الراحة. ومن المنتظر أن يكون العائدون سباحة خضعوا لاختبار الكشف عن "كوفيد-19". عالقون في مستودع للخمور دفع تأخر الحكومة المغربية في ترحيل باقي العالقين الذين يقدرون بالعشرات، إلى نقل عشرات العالقين المغاربة من المركز الرياضي "الحرية"، الذي كانوا يخضعون فيه للحجر مؤقتا إلى مستودع تجاري في المنطقة الصناعية "تارخال"، المجاور للحدود مع الجانب المغربي في انتظار ترحيلهم. إذ أن السلطات المحلية بسبتة تعمدت الزج بالمغاربة العالقين في ذلك "السجن" الصغير الذي يفتقر للكرامة الإنسانية. مصدر مطلع وصف للجريدة المأوى الجديد للعالقين المغاربة قائلا: "لقد أخذوهم إلى مخزن يفتقر لشروط الكرامة الإنسانية، بحيث أن الرجال والنساء يعيشون تحت سقف واحد، ولو أنهما في جناحين منفصلين، لكن إذا أرادت أي عالقة الذهاب إلى المرحاض، تجد نفسها مجبرة على المرور من وسط الجناح الذي يقيم فيه الرجال، علاوة على أن باب المرحاض لا يغلق. صراحة الوضع صعب". وتابع مصدرنا أن المستودع التجاري الذي يعيش فيه اليوم العالقون المغاربة "كان عبارة عن متجر يباع فيه الخمر، قبل أن يغلق في ظل كساد البيع والشراء في المنطقة التي يتواجد فيها، وفي الأيام الأخيرة توصلت بلدية سبتة إلى اتفاق مع صاحبه ليأوي العالقين المغاربة مؤقتا". ورغم ارتفاع درجة الحرارة، إلا أن المتجر/المأوى لا يتوفر على مكيف هوائي، وعن هذا يقول مصدرنا: "مع هذه الحرارة يصعب النوم في المأوى الجديد. على العموم هناك معاناة حقيقية". في المقابل، كشف مصدرنا أن "العالقين مرتاحون من الجانب الأمني، بحيث أن عناصر الأمن تحرس الباب، كما أن هناك فريقا طبيا في عين المكان". وبخصوص عدد العالقين الذين نقلوا إلى المستودع/ المأوى، أكد مصدرنا أن هناك نحو 24 امرأة، وما يزيد عن 25 رجلا. هذا ولا يعرف مجموع العالقين الباقين في سبتة بعد ترحيل 285 عالقا أيام 22 و23 و42 ماي المنصرم، قبل أن تعلق العملية إلى أجل غير مسمى لأسباب غير معروفة، رغم أن هناك من يتحدث عن خلاف مغربي إسباني حول العدد الحقيقي للعالقين، نظرا إلى أن الرباط تفرق بين العالقين والمهاجرين غير النظامي، بينما تحاول سلطات سبتة إدراج المهاجرين مع العالقين. وفي ما يتعلق ب285 عالقا الذين عادوا من سبتة إلى الداخل المغربي، كشفت مصادرنا أنه لم تسجل أي حالات إصابة بينهم بفيروس كورونا المستجد، بحيث أنهم أتموا الحجر الصحي، وغادروا الفنادق التي كانوا فيها. وبعد إعلان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مساء أول أمس الثلاثاء بالبرلمان، بدء عملية ترحيل العالقين المغاربة في إسبانيا في غضون 48 ساعة، عادت الجريدة لتتواصل مع العالقين بسبتة، إذ أكد أحدهم قائلا: "تابعنا تدخل السيد بوريطة في البرلمان، لكن، للأسف، الرجل يتحدث بدون أرقام وليس هناك أي وضوح، فهو، مثلا، يقول إنه سيجري إعادة العالقين بإسبانيا، لكنه لم يتحدث عن سبتة ومليلية، خصوصا أن 200 من المغاربة العالقين يوجدون في سبتة"، وتساءل العالق ذاته: "إذا كانت الدولة أعادت من سبتة نحو 285 عالقا، فهل 200 عالق، ليسوا مغاربة. نحن لا نفهم كيف يُدبر هذا الملف". من جهته، قال بوريطة إنه جرى ترحيل إلى حدود الساعة من سبتة ومليلية 496 عالقا مغربيا فقط، لكن الوزير لم يتحدث عن العالقين في الثغرين المحتلين.