بعد قرار السلطات المغربية السماح بعودة 200 مغربي من العالقين بمدينة مليلية المحتلة على مرحلتين، تتجه الأنظار صوب المغاربة العالقين بسبتةالمحتلة، حيث كشفت مصادر من العالقين هناك لجريدة “العمق”، أنهم تلقوا اتصالات غير رسمية تدعوهم للاستعداد للتوجه نحو المعبر خلال الساعات القادمة أو خلال الأيام المقبلة. وأوضحت مصادر الجريدة من المغاربة العالقين بسبتة، أن جمعية محلية بسبتة شرعت في إعداد لائحة بأسماء الحالات ذات الأولية التي سيتم إخراجها ضمن الدفعة الأولى، وستضم كبار السن والنساء الحوامل وذوي الإعلاقة وأصحاب الأمراض المزمنة، على أن تنظم عملية عودة ثانية لاحقا للعالقين المتبقين. ووفق مصادر “العمق”، فإن الجمعية المشرفة على إعداد اللوائح في اتصال مع السلطات المغربية، مشيرة إلى أن المعطيات المتوفرة تفيد بأن العالقين سيخضعون لفترة الحجر الصحي طيلة 14 يوما بأحد المراكز السياحية بمدينة الفنيدق الملاصقة لسبتةالمحتلة، من أجل التأكد من خلوهم من الفيروس. من جانبها، كشفت صحيفة “منارة سبتة”، أن عودة المغاربة العالقين بسبتة إلى المملكة ستتم قبل نهاية شهر رمضان. ونقلت الصحيفة عن رئيس إحدى الجمعيات بسبتةالمحتلة يدعى عبد الملك محمد، أن السلطات المغربية تنتظر الانتهاء من الصيغة التي ستسمح بعودة المغاربة العالقين بسبتة، حيث سيلعن عنها خلال الساعات القادمة. وأمس الجمعة، شهد المعبر الحدودي بين بني أنصار بإقليمالناظور ومدينة مليلية المحتلة، عودة 200 مغربي كانوا عالقين في مدينة مليلية، منذ منتصف شهر مارس الماضي، حيث أشرفت السلطات المغربية على ترحيلهم بمجرد خروجهم من مليلية، وجرى نقلهم إلى مدينة السعيدية. وتم توزيع العالقين على 4 حافلات، أقلتهم من المعبر الحدودي بني أنصار في اتجاه وحدة فندقية بمدينة السعيدية، حيث سيقضون فيها فترة العزل بالحجر الصحي لمدة أسبوعين للتأكد من سلامتهم الصحية، وعدم حملهم لفيروس كورونا المستجد، فيما سيتم السماح بدخول الباقين والمقدر عددهم بنحو 300 شخص، خلال المرحلة الثانية في وقت لاحق. وذكرت مصادر متفرقة، أن عملية استقبال الدفعة الأولى من المواطنين المغاربة، أشرف عليها الكاتب العام لعمالة إقليمالناظور، مرفوقا بمسؤولين في مختلف الأجهزة الأمنية، وتم تخصيص حافلات لنقلهم، جرى تجهيزها بكمامات ومواد تعقيم، حفاظا على سلامة ركابها من الوباء. وأول أمس الخميس، عثرت سلطات مدينة مليلية المحتلة على جثة شابة مغربية من بين المغاربة العالقين، تبلغ 34 سنة، داخل مرحاض مركز مؤقت لإيواء المتشردين وعابري السبيل بالمدينة، حيث مازالت أسباب الوفاة مجهولة، فيما تم فتح تحقيق بشأنها. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المغاربة العالقون بالخارج في بلاغ لهم، عن تنظيم وقفات احتجاجية جديدة بشكل موحدة يوم 20 ماي الجاري، أمام قنصليات المغرب بدول العالم، وذلك احتجاجا على “تخلي الحكومة عن المواطنين المغاربة العالقين في بلدان العالم”، وفق تعبيرهم. وشهدت قنصليات المملكة بإسبانيا وفرنسا والجزائر وتركيا ودول أخرى، يوم الإثنين المنصرم، وقفات احتجاجية موحدة للمغاربة العالقين لمطالبة الحكومة بإيجاد حل سريع يضع حدا لمعاناتهم، مشيرين إلى أنهم يعيشون وضعية نفسية صعبة بعد مرور نحو شهرين على إغلاق المغرب حدوده الجوية. وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قد كشف أن عدد المغاربة العالقين بالخارج بلغ 27 ألف و850 شخصا ممن تم تجسيلهم لدى القنصليات من الراغبين في العودة إلى وطنهم، مشيرا إلى أنهم سيعودون لوطنهم بمجرد أن يُتخذ قرار فتح الحدود، دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل. وتصاعدت خلال الأيام الأخيرة، مناشدات السياسيين والحقوقيين إلى السلطات المغربية من أجل التدخل لإجلاء المغاربة العالقين بالخارج، ومن ضمنهم العالقين بمدينتي سبتة ومليلية، مشيرين إلى أنه بالإمكان اتخاذ تداببير وإجراءات صحية صارمة من أجل عدم تفشي فيروس "كورونا" في حال فتح الحدود استثنائيا في وجه العالقين.