في ظل تداعيات فيروس كورونا، أصبح في حكم المؤكد صعوبة تنظيم المخيمات الصيفية للأطفال واليافعين هذا العام. فالمخيمات معروفة بالاكتظاظ وبصعوبة احترام التباعد الاجتماعي، لكن “الجامعة الوطنية للتخييم”، تقترح مخيمات بديلة في المناطق الحضرية، بدون مبيت، يشارك فيها أطفال من المدينة عينها أو على مستوى الأحياء، مع استغلال الفضاءات التابعة لوزارة الشباب والرياضة وملاعب القرب. ولحد الساعة لم تكشف وزارة الشباب والرياضة عن مصير المخيمات، وهو ما سيتضح من خلال مشروع القانون التعديلي المالي المنتظر إحالته قريبا على البرلمان، لمعرفة ما إذا كانت الاعتمادات المرصودة للبرنامج الوطني للتخييم ستبقى قائمة أم سيجري تقليصها. وخلال ندوة نظمها المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم بجهة الرباط، عن بعد، مساء الجمعة الفائت، أكد محمد القرطيطي، رئيس الجامعة أن القانون التعديلي للمالية، هو الذي سيبين نية الحكومة بخصوص مصير ميزانية التخييم هذا العام، وكشف أن وزارة الشباب والرياضة لم تستشر مع الجامعة لحد الآن. وكشف أن الجامعة أطلقت مشاورات مع فرق برلمانية، ودشنت حملة إعلامية من أجل التنبيه لأهمية الاهتمام بالبرامج الموجة للشباب، مشددا على الإبقاء على دعم الجمعيات كما كان في السابق، والاعتماد على “أنشطة بديلة”، معتبرا أي تراجع “سيكون بمثابة انتكاسة”. وأشار إلى أن ربع مليون من الأطفال واليافعين يستفيدون من المخيمات وأزيد من 400 جمعية مشاركة، معبرا عن أسفه لكون العديد من الأنشطة الجمعوية تضررت بسبب الجائحة، منها عدم عقد عدة دورات تكوينية، وحوالي 200 تدريب كان مقررا أن يشارك فيه عشر آلاف مشارك، يقول القرطيطي، “كل هذه الأنشطة تبخرت بعد كورونا”. ومقابل ذلك أكد أن الجمعيات لجأت إلى بذل جهد من أجل تنظيم لقاءات تربوية عن بعد، مشددا أنه لا بد من الحفاظ على الجهد التربوي للجمعيات لأنه “من غير المقبول التخلي عن دعم الجمعيات لأنه دعم مكتسب”. وتابع رئيس الجامعة أنه وجه رسالة لوزير الشباب والرياضة، حول مصير التخييم، لكنه لم يتلق ردا. من جهته، اعتبر محمد الصبر، الكاتب العام للجامعة، أن المخيمات بشكلها التقليدي “أصبحت غير ممكنة”، في ظل الوضع الصحي الراهن، لكنه أكد أن هناك بدائل مطروحة، من قبيل تنظيم مخيمات حضرية بدون مبيت في فضاءات تابعة للشبيبة والرياضة، على أساس الاقتصار على الأطفال من نفس الحي أو المدينة، واستغلال ملاعب القرب. وأكد الصبر أن العديد من الجمعيات واصلت أنشطتها في ظل الحجر الصحي من خلال تنظيم أنشطة تربوية عن بعد، وأن هذه التجربة يمكن أن تُستثمر مستقبلا. أما محمد الحجيوي، منسق قطب الإعلام بالجامعة، فشدد على أن الأطر الجمعوية كانت حاضرة في عمليات تحسيس الساكنة بخطورة انتشار فيروس كورونا، داعيا الحكومة أن تلتقط إشارات المجتمع المدني، وألا تعمد على تقليص ميزانية البرنامج الوطني للتخييم، معتبرا أن “البدائل التي تقترحها الجامعة تراعي التدابير الصحية”، محذرا من تقليص ميزانية التخييم لأنها أصلا “لم تكن كافية للاستجابة لأنشطة الجسم الجمعوي والتربوي، فما بالك إذا جرى تقليصها”، ودعا الحجيوي إلى اعتبار قطاع الشباب متضررا، لذلك يجب توفير الدعم له. وكشف أن المكتب الجامعي للجامعة سيجتمع غدا الاثنين لمناقشة مختلف هذه التحديات ووضع خطة تواصلية.