أجواء من الرعب سادت وسط عمال “شركة ألمانية-مغربية” للنسيج بالحي الصناعي “سيدي إبراهيم” بفاس، المتخصصة في صناعة الملابس الداخلية الخاصة بالنساء، عقب إعلان لجنة اليقظة والرصد الوبائي بالمديرية الجهوية للصحة، ضمن نتائج حصيلة ال24 ساعة الأخيرة حتى مساء أول أمس الأربعاء، تسجيل حالتين حاملتين لفيروس “كوفيد-19″، ويتعلق الأمر، حسب المصدر عينه، بعاملة وعامل جرى اكتشاف حالتيهما بعد حملة للكشوف المخبرية خضع لها عمال هذه الشركة. واستنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها “أخبار اليوم” من مصادر قريبة من عمال الشركة الألمانية-المغربية” بفاس، والتي حولت منذ مارس الماضي نشاطها مؤقتا من صناعة الملابس الداخلية للنساء الموجهة للتصدير إلى صناعة الكمامات الواقية، فإن تسجيل الحالتين الحاملتين لفيروس كورونا المستجد، وسط فريق العاملات والعمال المسموح لهم بالعمل منذ جرى تقليص العدد بسبب حالة الطوارئ الصحية، وتخلي مجلس إدارة المعمل عن نشاطه الرئيسي في صناعة الملابس الداخلية الخاصة بالنساء، (تسجيل الإصابتين) جاء في وقت جد حرج، حيث تزامن مع انطلاق مرحلة العودة التدريجية لعاملات وعمال المعمل لاستئناف عملهم بشكل طبيعي، يزيد عددهم عن 3 آلاف عاملة وعامل، والذين التحق فريق منهم بالعمل يوم أول أمس الأربعاء، فيما سيلتحق بهم في فاتح يونيو المقبل الفريق الثاني، على أن يكتمل العدد مع اليوم الأول من انتهاء المرحلة الثالثة من حالة الطوارئ في ال10 من شهر يونيو المقبل، وهو ما تسبب في حالات من الرعب والخوف وسط العمال، والذين يشتكون، يضيف أحدهم في حديثه مع “أخبار اليوم”، من غياب التدابير الاحترازية داخل الحافلات التي تخصصها الشركة لنقل العمال وتكديسهم داخلها، خصوصا من الأحياء الشعبية لمدينة فاس، بدون احترام العدد المسموح به، فيما تضاف إليه طبيعة عملهم داخل فضاء مغلق يجمع كل العاملين. من جهته، رد مصدر قريب من مجلس إدارة الشركة “المغربية–الألمانية” للنسيج بالحي الصناعي بسيدي إبراهيم بفاس، على مخاوف عمالها بخصوص التدابير الاحترازية والوقائية المعتمدة، بتشديده على أن الشركة حرصت منذ إعلان المغرب دخول كورونا إلى ترابه بداية شهر مارس الماضي، على تنزيل كل التدابير الوقائية الخاصة بضمان سلامة العمال، كتوفير وسائل التعقيم الطبية، وتنظيف وسائل العمل، وتعقيم كل جنبات المصنع وحافلات نقل العمال، التي تلتزم بنسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، فيما لجأت الشركة إلى تخفيض عدد العاملات والعمال، وتوزيعهم ضمن خطة تحترم البعد المكاني على فرق تتناوب في صناعة الكمامات الواقية، بعدما فكرت الشركة منذ 25 مارس الماضي، في التعليق المؤقت لإنتاجها الملابس الداخلية الخاصة بالنساء الموجهة للتصدير، فرضته حالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها السلطات المغربية. من جهته، قال المدير الجهوي للصحة بجهة فاس، المهدي البلوطي، في تصريح خص به “أخبار اليوم”، إن “الوضع في شركة النسيج بالحي الصناعي لسيدي إبراهيم بفاس متحكم فيه، بعد اكتشاف فرق التدخل السريع المكلفة بتتبع الحالات المحتمل إصابتها كورونا وسط الوحدات الصناعية والتجارية، لحالتين مصابتين بالفيروس بهذا المصنع، وهما حالتان منفردتان جرى عزلهما في الوقت المناسب وإخضاعها للحجر الصحي بأحد مستشفيات المدينة”، حيث شدد المسؤول عينه على أنه لا خوف لدى السلطات الصحية من ظهور بؤرة جديدة بمعمل النسيج بفاس، وحجته على ذلك المعطيات الإيجابية للمرحلة الثانية من مواجهة انتشار كورونا، ميزها الانتشار الواسع لكل وسائل الوقاية داخل التجمعات السكنية والوحدات الصناعية والتجارية، بخلاف المرحلة الأولى التي غاب فيها التزام الناس باستعمال الكمامة وأدوات التعقيم واحترام مسافة البعد المكاني. وزاد المدير الجهوي للصحة بفاس، أن السلطات الصحية فرضت على كل الوحدات التجارية والصناعية والفلاحية والخدماتية، والتي ترغب في استئناف أنشطتها، الالتزام الكامل والصارم بإخضاع عمالها للكشف المخبري-الفيروسي قبل السماح لهم بمزاولة عملهم، مع الحرص على تتبع حالتهم الصحية بعد ذلك، مؤكدا، في حديثه للجريدة، أن المغرب دخل مرحلة مطاردة الفيروس والبحث عنه أينما كان، لذلك انخرطت السلطات الصحية بتنسيق مع جميع المتدخلين لبلوغ 1 مليون تحليل وسط المغاربة خلال الشهور الثلاثة الحاسمة، وهي ماي ويونيو ويوليوز، فيما تتطلع جهة فاس-مكناس لبلوغ 120 تحليلا خلال نفس الفترة، ما سيمكنها من الوصول إلى الحالات المنفردة، والقضاء على الفيروس الذي تحمله حتى لا تتحول إلى مصدر للعدوى ونشر المرض بين المغاربة، يُورد المدير الجهوي للصحة بفاس. وبخصوص الوضع الوبائي بباقي أقاليم جهة فاس-مكناس، أظهرت آخر المعطيات، والتي تضمنتها نتائج حصيلة الرصد الوبائي المعلن عنها من قبل بوابة “كوفيد-19” الخاصة بالمديرية الجهوية للصحة بفاس، خلال ال24 ساعة الأخيرة حتى مغرب أول أمس الأربعاء، باستثناء إقليمفاس، عدم تسجيل أية حالة جديدة ب8 أقاليم بالجهة، حيث بلغ مجموع الحالات المسجلة بالجهة منذ مارس الماضي 997 إصابة، 137 مريضا فقط يواصلون العلاج بوحدات الحجر الصحي بمستشفيات 4 أقاليم، يتوزعون على فاس ب124 مريضا، والحاجب ب25 مريضا كلهم من قوات الحرس الملكي؛ أما الحالات المصابة والمتحدرة من الإقليم فقد شفيت، فيما حلت عمالة صفرو ثالثا ب7 عناصر من القوات المساعدة يتلقون العلاج، تليها عمالة تاونات التي يحتفظ مستشفاها المحلي بمريض واحد فقط ينتظر نتائج تحليلاته المخبرية للتأكد من تماثله للشفاء من الفيروس، حسب ما كشفته مصادر “أخبار اليوم”، فيما واصلت 4 أقاليم خلوها من الإصابة، بعد الشفاء التام لمرضاها من “كوفيد-19″، وهي أقاليم مكناس وإفران وتازة ومولاي يعقوب، أما إقليم بولمان فلا يزال يحافظ حتى اليوم على صفر إصابة لعدم اقتحام الفيروس لترابه منذ تسلله إلى جهة فاس-مكناس في ال11 من شهر مارس الماضي، مسجلا حينها الحالة الأولى بعاصمة الجهة، والحالة السادسة مغربيا.