خرج محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، أمس السبت، للتأكيد على أن خارطة انتشار وباء » كورونا » فيروس تتخذ منحيين اثنين؛ المنحى العائلي في صيغة بؤر عائلية، ومنحى مهني في صيغة بؤر وسط المقاولات المهنية، محذرا من صعوبة ضبط هذا المتغير الثاني في حال تمدده أكثر من اللازم، اعتبارا لتشعب العلاقات المهنية، حيث زحف وباء » كوفيد19″ في هذه الوضعية يجبر السلطات المختصة على مضاعفة الجهود، وتوسيع دائرة التحقق الوبائي، لكن في المغرب ما زلنا لم نصل إلى هذا المستوى، يضيف اليوبي في تصريح لقناة تلفزية. موقع » فبراير » ينقل لقرائه تفاصيل البؤر الوبائية التي ظهرت خلال الأسبوع المنصرم، والتي رفعت حصيلة الإصابات ب » كورونا » المستجد إلى 2685 حالة إصابة مؤكدة، خاصة في مدن الدارالبيضاء، طنجة، مراكش، وأيضا فاس. أسبوع أسود ! منذ مطلع الأسبوع المنصرم سجل المواطنون تغيرا حادا في لهجة وزارة الصحة، وتحديدا ناطقها الرسمي محمد اليوبي، الذي حمل للمغاربة ما يفيد ظهور بؤر وباء في مدن صناعية كالدارالبيضاء، طنجة، مراكشوفاس، ونسب إليها ارتفاع حصيلة الإصابات اليومية، بعد أيام من تسجيل وضعية مستقرة في عدد الإصابات بالوباء. طيلة أيام الأسبوع المنصرم أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل ما يتجاوز سقف ألف مصاب ب » الفيروس »، خاصة يوم الهخميس الماضي، حيث أعلنت وزارة الصحة تسجيل 259 حالة إصابة جديدة خلال 24 ساعة، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 2658، قبل أن ترتفع الحصيلة مع نهاية الأسبوع، وتستمر معها تحذيرات وزارة الصحة، بعد أن أكد مديري مديرية الأوبئة أن من بين 281 حالة جديدة سُجلت بالمملكة خلال 24 ساعة، تم تسجيل 172 منها في وحدات تجارية وصناعة وعائلية. بؤرة » كازا » التي زرعت الرعب في نفوس المستخدمين تداول رواد شبكة مواقع التواصل الاجتماعي، منذ مطلع الأسبوع الماضي، أشرطة مصورة لعاملات وعمال شركة صناعية بمنطقة عين السبع في الدارالبيضاء، قبل أن تعلن الصدمة الكبرى بتسجيل حالات إصابة ب » كوفيد19″ في صفوف عاملات الوحدة الإنتاجية، وما رافق الفاجعة من تسريبات تشير إلى تهديد صاحب المعمل العاملات بالطرد في حال قررن التوقف عن مزاولة مهامهن. شركة منطقة عين السبع تحولت إلى بؤرة وباء، خاصة وأن الشركة تشغل حوالي 200 عاملة، وبمجرد إعلان تسجيل الحالة الأولى، استشعرت الأخريات خطر إصابتهن، قبل ان تتاكد إصابة حالات أخرى في صفوفهن، مما خلق رعبا وهلعا بين العاملات، وقررن الاحتجاج والمطالبة بإجراء التحليلات المخبرية على كل عاملات المصنع، للتأكد من سلامتهن أو إصابتهن بكورونا فيروس. رعب بؤرة » كازا » امتدت لعائلات عاملات الشركة، حيث خرجت والدة إحدى المصابات ب » كورونا » عن صمتها، وكشفت ل » فبراير » أن الهلع يدب في أوصال الأسر والعائلات، بعد أن تبين حمل عاملات ل »الفيروس »، مطالبة بتدخل عاجل لإنصاف الضحايا، ومحاسبة صاحب المعمل على تقصيره وتهديده بطرد كل من يتوقف عن العمل. مراكش.. بؤرة لانتشار الفيروس أشار محمد اليوبي، في معرض حديثه عن توزع بؤر وباء » كورونا » إلى أن مدينة مراكش أضحت بؤرة لانتشار الفيروس، بعد تسجيل عدد من الإصابات المجتمعة، لتبلغ نسبة 26 في المائة من عدد الإصابات الإجمالي، متبوعة بالدارالبيضاء بنسبة 27 في المائة، وأضاف المسؤول الصحي إلى أن بؤرة مدينة مراكش سجلت 142 حالة إضافية خلال ال24 ساعة الأخيرة، تليها بؤرة مدينة فاس ب19 حالة،وهو ما يكشف طبيعة تمدد وباء كوفيد 19 في الوحدات الصناعية والتجارية، خصوصا خلال الثلاثة أيام المتتالية من الأسبوع الذي ودعناه، حيث أرقام الإصابات مقلقة، وأفق الانفراج يوحي بمزيد من الانتظار، اعتبارا للبؤر الجديدة التي ظهرت بعدد من جهات المملكة. فاس.. سوق تجاري يقلب المدينة ! من غرائب الملاحظات أن مدينة مكناس كانت مركز وباء » كورونا » منذ أواسط شهر مارس الماضي، قبل أن تستيقظ ساكنة العاصمة العلمية، مطلع الأسبوع الماضي، على وقع صدمة كبيرة جراء إعلان تسجيل حالات وسط مستخدمين بمركز تجاري كبير. عشارات حالات الإصابة ب » كورونا »، رعب في المدينة، وحصيلة مرتفعة بجهة فاسمكناس تعدت سقف 370 حالة إصابة مؤكدة، وهي الحصيلة التي سجلت ارتفاعا نهاية الأسبوع، في رقم ينذر بمزيد من القلق، اعتبارا للبؤر المهنية والعائلية التي تمددت في المدينة وأحوازها. سلطات فاس استنفرت كل آلياتها لضبط انتشار فيروس » كورونا »، بتنسيق مع المديرية الجهوية للصحة؛ عزل أحياء سكنية، منع الدخول والخروج منها وإليها، إغلاق السوق التجاري الكبير، وإجراءات أخرى تروم محاصرة الوباء في عاصمة المولاي ادريس. الوضع الوبائي بمدن فاسومراكشوالدارالبيضاء، بسبب ظهور بؤر مهنية جديدة، زكتها بؤر أخرى ظهرت في مدينة طنجة والناظور، بالإضافة إلى بؤر صغيرة هنا وهناك، لكن تبقى البؤر المهنية والعائلية هي مصدر قلق وانشغال السلطات، وهي التي تحارب من أجل تجفيفها.