مع استعداد الحكومة لاستئناف عمل وسائل النقل العمومي بين المدن، أثيرت لدى عدد من المواطنين مخاوف من أن تتسبب الخطوة، في عودة وباء كورونا إلى وثيرة انتشاره السريعة، مع احتمال انتقال العدوى بين مسافرين أصحاء وآخرين تحتمل إصابتهم. ففي سياق السعي إلى إعادة إطلاق النشاط الاقتصادي، قررت وزارة الداخلية قبول وثيقة “الأمر بمهمة” كمبرر لتنقل المهنيين بين العمالات، كما تستعد للسماح لسيارات الأجرة والحافلات بالعمل بين المدن، وفق ما أكده وزير التجهيز والنقل في تصريح صحفي، فيما أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية أنه سيرفع عدد الرحلات التي تربط عدة مدن بالدار البيضاء من 20 إلى 40 رحلة قطار يوميا. وبرأي البروفيسور مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر علم الفيروسات لجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، فإن المؤشرات الوبائية في المغرب وبشكل عام قد تحسنت، وأنها تسمح باستعادة جزئية للنشاط الاقتصادي بما يقتضيه من تنقلات عبر الوسائل العمومية، مع ضرورة الأخذ بعدد من الإجراءات والتدابير الوقائية لمنع انتشار الوباء بين المسافرين. وفي تصريح “لليوم 24” أكد الناجي أنه ومع اتجاه كل دول العالم إلى التعايش مع “كورونا”، فإن التزام الأفراد بتدابير الوقاية من الفيروس يبقى الوسيلة الحاسمة لمنع انتشار الوباء، بما في ذلك في وسائل النقل العمومية، لاسيما ضرورة الحرص على ارتداء للكمامات، والتزام غسل ايدين، والتباعد الاجتماعي بين الأفراد بمترين. وحول إمكانية انتقال الفيروس عبر مكيفات التبريد، واحتمال نقلها رذاذ اللعاب في حالة الكلام أو السعال، من شخص مصاب، إلى باقي المسافرين، كما أشارت إلى ذلك دراسات غربية، أكد الناجي أن الإحتمال وإن كان ضعيفا، فإنه وارد ولا يمكن تجاهله، مشددا على أن المسؤولية في هذا الحالة تبقى جماعية، ويتحمل المواطن نصيبها الأكبر حيث يلزمه عدم نزع الكمامة تحت أي ظرف. بالمقابل يرى البروفيسر الناجي أن عدم تشغيل المكيفات لن يكون حلا للمشكلة، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الحالية، مما قد يشكل خطرا على فئات من المسافرين. من جهة أخرى أكد الناجي أن الوضعية الوبائية في المغرب في تحسن، مشيرا غلى أن عدد تكاثر الفيروس R0 قد سجل انخفاضا تحت قيمة 1 ليصل حاليا إلى 0.7، بالإضافة إلى تماثل أغلب المصابين في 7 جهات للشفاء، وتراجع نسبة الوفيات إلى 2.7 بالمائة، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة التمسك بالحذر. الناجي أكد في حديثه ل”اليوم 24” أيضا أن أن ارتفاع درجات الحرارة كان عاملا مساهما في الحد من انتشار الوباء خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن الفيروس المسبب لداء كوفيد 19، يتميز أنه محاط بغشاء دهني، يتأثر سلبا بارتفاع درجات الحرارة. جدير بالذكر أن المكتب الوطني للسكك الحديدية، كان قد أعلن صباح اليوم عن سعيه لمضاعفة عدد الرحلات ابتداءا من يوم الإثنين المقبل، مع اتخاذه مجموعة من الترتيبات الوقائية، ومن بينها: فرز المسافرين عند مدخل المحطات لتنظيم التدفقات وتقسيمها حسب الوجهات، ومراقبة ارتداء الكمامة بالمحطات وعلى متن القطارات. وتوفير مواد التعقيم والتطهير بالمحطات وعلى متن القطارات.