خلصت دراسة أكاديمية، قام بها فصيل طلبة اليسار التقدمي، حول التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي، إلى أن أكثر من ثلث الطلبة المغاربة لم يستفيدوا من التعليم عن بعد، منذ توقف الدراسة الحضورية، لأسباب، من بينها عدم التوفر على أجهزة إلكترونية، ومشاكل في صبيب الأنترنت. واعتمدت الدراسة، التي شارك فيها أزيد من 1500 طالب، وطالبة من مختلف الجامعات المغربية، على تقنية الاستمارة، إذ أظهرت أن 63.6 في المائة من طلبة الكليات، ذات الاستقطاب المفتوح يتلقون التعليم عن بعد، فيما 36.4 في المائة الباقية لم يعن بعد.تمكنوا من ذلك. وفيما يخص المؤسسات الجامعية، ذات الاستقطاب المحدود، مثل مدارس الهندسة، وكليات الطب والصيدلة، والمعهد الوطني للعمل الاجتماعي، فإن 71.9 في المائة يتابعون دراستهم عن بعد، فيما حرم منها 28.1 في المائة. وأضافت الدراسة نفسها أن أقل من 16في المائة من الطلبة استفادوا من دروسهم في جميع الوحدات، ما يشير إلى تنزيل غير متجانس للتعليم عن بعد داخل المؤسسة ذاتها. إشكالية ولوج للتعليم عن بعد وكشفت الدراسة عن ضعف على مستوى توفر الطلبة على أجهزة مناسبة لولوج منصات التعليم عن بعد، إذ إن 67 في المائة منهم يستعملون الهاتف لهذا الهدف، كما أن جزءا منهم لا يتوفر على جهاز خاص به، ما يؤثر على جودة التعليم، الذي يتلقونه. وأضافت الدراسة نفسها أن 23,8 في المائة من الطلبة يتوفرون على صبيب أنترنيت كاف، بينما يواجه الباقي إشكالا حقيقيا في توفيره، مرجحة ذلك إما إلى صعوبة أوضاعهم الاجتماعية، أو رداءة جودة الأنترنيت، خصوصا في العديد من المناطق القروية، وشبه القروية، ما يعمق التفاوتات المجالية بين القرى، والمدن. تقييم الطلبة لعملية التعليم عن بعد وقالت الدراسة إن 86 في المائة من الطلبة عانوا عدم جودة الدروس، إذ أرجعوا ذلك إلى غياب التفاعل بين الطالب، والأستاذ، وعدم التوفر على أجهزة مناسبة لمتابعة الدروس، وكذا ضعف في صبيب الأنترنت. وأكدت الدراسة أن تقييم الطلبة لمنهجية الدروس، والمعارف كان ضعيفا، أو متوسطا، وهو المعطى، الذي يفسر بحسب الدراسة ذاتها ضعف جودة الدروس. وبالنسبة إلى تقييم الطلبة للبيداغوجية المستعملة في بث الدروس عن بعد، أشارت الدراسة إلى أنه كان سلبيا، إذ إن أهداف الدروس لم تكن واضحة لأكثر من ثلاثة أرباع الطلبة. كما أن أكثر من نصف الطلبة أكدوا أن تنظيم محتوى الدروس، وتسلسل الأفكار، والمعطيات كان متوسطا أو ضعيفا، ناهيك عن أن أغلب الطلبة يعتبرون أن الغلاف الزمني لا يتناسب مع كثافة الدروس.