تمضي الحالة الوبائية في مدينة طنجة منذ بداية شهر رمضان نحو مزيد من التصاعد المثير للقلق، إذ يواصل فيروس كورونا انتشاره بشكل عمودي وسط التجمعات الأسرية، مخلفا إصابات في صفوف عائلات بكاملها من الأجداد إلى الأحفاد، التي تقطن في السكن المشترك، ما يعني أن أفرادها لا يتقيدون بقواعد التباعد الاجتماعي المفروض. وتسود أجواء من الحيرة والقلق وسط الأطقم الطبية والتمريضية المتواجدة في خط المواجهة الأمامية مع مرضى “كوفيد 19″، جراء المنحنى التصاعدي للإصابات اليومية المسجلة في مدينة طنجة، إذ لا تبشر الأرقام المتزايدة بدنو موعد استقرار الحالة الوبائية، كما سار عليه الوضع في مدينة تطوان المجاورة، حيث انخفض عدد المصابين وارتفع عدد المتعافين. وتخطى عدد المصابين بالوباء في جهة طنجةتطوانالحسيمة، 900 شخص حسب آخر تحديث للحصيلة التراكمية التي أعلنت عنها وزارة الصحة، صباح أمس الاثنين، حيث انتقلت الحصيلة من 877 صباح الأحد إلى 902 أمس الاثنين، بينهم حالتان في مدينة تطوان تعودان لسجينين خرجا قبل ثلاثة أيام فقط من السجن المحلي بطنجة، وخمس حالات سجلت بإقليم العرائش، أما 18 الحالة الأخرى فتعود لبؤرتين عائليتين بمدينة طنجة وبعض المخالطين. والمثير في هذه الأرقام أن عدد التحاليل المخبرية المنجزة ما بين يوم السبت والأحد، في مختبر التحاليل الخاص بمرض كورونا في مستشفى السرطان بطنجة، هو الأدنى خلال ال24 ساعة الماضية، منذ بداية إجراء التحاليل في عاصمة البوغاز، حيث لم تتعد 26 تحليلا أظهرت 15 حالة مؤكدة، قبل أن ترتفع الحصيلة ما بين مساء الأحد وصباح الاثنين بعد إجراء فحوصات مخبرية جديدة، إذ لم تعلن المديرية الجهوية للصحة عن إجمالي التحاليل المخبرية المجراة خلال 18 ساعة الأخيرة. وقال مصدر طبي ل “أخبار اليوم” إن الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا في الآونة الأخيرة، تخص مجموعات عائلية متكونة من عدة أسر هي التي تتوافد على دفعات كل يوم، ويتعلق الأمر بعائلات كبيرة بكاملها من الجد إلى الأحفاد، حيث يرقد في مراكز التكفل بعلاج مرضى “كوفيد-19” ما لا يقل 20 طفلا مصابا بفيروس كورونا، رغم أن الفئة العمرية الأصغر سنا أقل نقلا للعدوى، وفق دراسات طبية متطابقة. وفي الوقت الذي تواصل فيه الأطقم الصحية العمل في أربعة مستشفيات ومصحتين خاصتين وثمانية فنادق، لوحظ أن الحياة في المدينة بدأت تدريجيا تعود إلى وتيرتها العادية، وفتحت محلات بعض الأنشطة المهنية غير المرخص لها في فترة الطوارئ الصحية أبوابها، بدعوى أن الأزمة اشتدت على أصحابها فلم يجدوا من سبيل إلا كسر تدبير الحجر الصحي، مع ارتداء الكمامات عند الخروج واستعمال المطهرات والمعقمات في مكان العمل. وتحسبا لانفجار الوضع الوبائي على نحو أوسع، أكدت مصادر طبية للجريدة أن السلطات الصحية شرعت في تجهيز وحدة فندقية إضافية في منطقة اكزناية، من أجل استيعاب أعداد الحالات التي تحتاج العزل الصحي والتكفل العلاجي، خلال الأيام القليلة المقبلة، إذا ما استمرت وتيرة البؤر العائلية في نفس المنحنى التصاعدي. وعكس عاصمة البوغاز تماما، تشهد مدينة تطوان استقرارا في الحالة الوبائية، حيث لم تسجل أية بؤر محلية جديدة منذ أكثر من أسبوع إلى غاية الأحد، إذ تم تسجيل حالتين مؤكدتين تخصان سجينين خرجا بحر الأسبوع المنصرم من السجن المحلي بطنجة، حيث كانا يشتركان مكان الاعتقال، واليوم يشتركان غرفة العزل الصحي في المستشفى المدني سانية الرمل. وحسب مصادر محلية، فإن أحد السجينين خضع للفحص المخبري مع عينة عشوائية من داخل السجن المحلي بطنجة قبل الإفراج عنه بيوم واحد، وغادر أسوار السجن هو ورفيقه دون أن يعلم نتيجة تحاليله المخبرية، وعادا سويا إلى قرية جبل الحبيب ضواحي تطوان، واختلطا بأقاربهما قبل أن تظهر نتيجة تحاليل الأول إيجابية، ليتم أخذ عينة من السجين الثاني المفرج عنه أيضا، فظهرت هي الأخرى إيجابية، فاحتُفظ بهما في العزل الصحي.