عرفت الحالة الوبائية في جهة الشمال خلال نهاية الأسبوع المنصرم، تغيرا ملحوظا في منحنى الوضعية الصحية للمصابين، بحيث يتجاوز لأول مرة عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس “كوفيد 19” عدد المرضى الذين تماثلوا للشفاء، إذ ارتفع عدد الوفيات إلى 7 حالات إلى غاية صباح أمس الأحد. ويتعلق الأمر بثلاث حالات وفاة سجلت في مدينة تطوان، وأربع وفيات في مدينة طنجة، بينهم الزميل الصحفي مصطفى بنشريف، الذي كان يعمل مراسلا لجريدة النهار المغربية، وقبلها جريدة رسالة الأمة، حيث خطفته المنية صباح يوم الجمعة الماضي، إذ ذهب على قدميه إلى مستشفى محمد الخامس بعدما شعر بأعراض صحية جانبية، لكنه أسلم الروح لبارئها بعد ست ساعات من وصوله المستشفى. وقال مصدر طبي في اتصال هاتفي أجرته معه “أخبار اليوم”، إن الحالة الوبائية بجهة الشمال شهدت ارتفاعا بسبب المخالطة العائلية، وعدم احترام إجراءات التباعد الاجتماعي كما أوصت بذلك السلطات الصحية، حيث سجلت مدينة تطوان لوحدها تسع حالات في ظرف يوم واحد، لترتفع بها الإصابات المؤكدة إلى 28 شخصا إلى غاية صباح أمس. أما في مدينة طنجة، يضيف المصدر نفسه أن عدد المصابين ارتفع إلى 25 حالة مؤكدة، دون حساب الحالات المحتملة التي تتغير صعودا وهبوطا بعد ظهور نتائج التحاليل من المختبر الوطني للفيروسات بالرباط، مبرزا أن الخط التصاعدي للمصابين أمر متوقع خلال الأيام المقبلة، بسبب قلة عدد اختبارات التحاليل، وتهاون المواطنين في التقيد بالاحتياطات الضرورية، وهو ما جعل الحالة الوبائية تنتقل إلى مرحلة ظهور أعراض محلية. ويبقى أبرز مستجد في الحالة الوبائية بجهة الشمال، هو تسجيل حالة مؤكدة في إقليموزان، وهي الإصابة الأولى منذ بداية تفشي فيروس كورونا في المغرب، ويتعلق الأمر بعاملة تشتغل في مدينة طنجة، ثم التحقت بأفراد عائلتها في مدينة وزان إثر توقف شركتها عن العمل، كي لا تبقى وحيدة في طنجة. لكن بعد سبعة أيام، تقدمت إلى مستوصف حي المسيرة تشتكي من أعراض مجهولة، ليتم نقلها إلى مستشفى أبي القاسم الزهراوي في مدينة وزان، حيث أظهرت نتائج الفحوصات المخبرية أنها مصابة بفيروس “كوفيد 19″، عندها عمت حالة استنفار قصوى وسط خلية اليقظة الوبائية بتنسيق مشترك مع السلطات المحلية، لتحديد جميع المخالطين وإخضاعهم للحجر الصحي، في حين تقرر أخذ عينات من الأشخاص المقربين على سبيل الاحتياط. في تطورات الوضع الوبائي بالجهة، سجل إقليمالحسيمة حالة ثانية مؤكدة في مدينة إمزورن، وتعود لطبيب صيدلاني، وهو ما خلف استنفارا في أوساط السلطات الصحية بالإقليم لمعرفة مصدر العدوى الوبائية، في حين تم وضع زوجة الصيدلاني رهن الحجر المنزلي في انتظار نتيجة تحاليل مسالكها التنفسية. أما في إقليمالعرائش، فما يزال الوضع الوبائي مستقرا في الحالات الثلاث المسجلة منذ أسبوع، حيث أكدت مصادر طبية أن كافة التحاليل التي أجريت خلال اليومين الماضيين جاءت كلها سلبية، ليتم استبعاد أصحابها من قائمة المشتبه فيهم، أما بخصوص الحالات الثلاث التي تخضع للعزل الطبي في مستشفى الإقليمي لالة مريم، فبدأت حالاتها الصحية تتماثل للشفاء، حسب ما أظهرته نتيجة الفحوصات الأولية، منها السيدة المسنة التي تنحدر من القصر الكبير.