أربع بؤر جديدة لفيروس “كورونا” تظهر في مراكش وضواحيها، البؤرة الأولى عائلية وتقع بأحد الأحياء العتيقة بمراكش، فقد أصدرت السلطات المختصة قرارا، زوال أول أمس الثلاثاء، بإغلاق منزل مشترك، يقع بدرب “للا شاشة” بدوار “كراوة” بمقاطعة مراكشالمدينة، وإخلائه من جميع قاطنيه، وكلفت الشرطة والقوات المساعدة وأعوان السلطة بحراسته، في انتظار تعقيمه من طرف المكتب الجماعي لحفظ الصحة، بعدما أكدت التحليلات المخبرية إصابة 10 أشخاص منهم بالفيروس، فيما تم نقل 12 آخرين قصد إخضاعهم للكشف المخبري الخاص ب”كوفيد-19″. واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن أول حالة إصابة مؤكدة داخل المنزل المذكور تتعلق بامرأة تبلغ من العمر 85 سنة، كانت تعاني من داء السل الرئوي، قبل أن تشعر، مؤخرا، بإرهاق شديد وارتفاع في درجات الحرارة وسعال حاد، ليتم نقلها إلى مستشفى “الرازي”، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس”، حيث أجريت لها التحاليل المخبرية، التي أكدت أنها حاملة للفيروس، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى ظهرت الأعراض نفسها على أربعة من سكان المنزل نفسه، المتكون من طابقين سفلي وعلوي، الذي تقطنه خمس أسر على سبيل الكراء، كل واحدة داخل غرفة، ليتم نقلهم إلى المستشفى وتتأكد انتقال العدوى إليهم، واستمرت في الانتقال إلى أفراد آخرين من ساكنة المنزل حتى وصل عدد المصابين حاليا إلى 10 حالات. وإلى جانب البؤرة العائلية المذكورة، ظهرت بؤرة مهنية، الاثنين المنصرم، بالحي الصناعي “سيدي غانم”، بعد أن أكد التحليلات الطبية المخبرية إصابة 8 عمال بشركة لنقل الأموال بالفيروس، واستنادا إلى مصادرنا، فقد تأكدت، في البداية، إصابة عامل في الشركة، قبل أن تكشف التحليلات المخبرية التي أجرتها المصالح الصحية المختصة بالمدينة ل 29 إطارا وعاملا بالشركة عن تسجيل 7 حالات إصابة مؤكدة جديدة في صفوفهم، والذين يتابعون حاليا علاجهم في مستشفى “الرازي”، فيما تأكد عدم انتقال العدوى إلى 22 عاملا المتبقين. بؤرة مهنية أخرى للفيروس ظهرت في الجماعة القروية “سْعادة”، ضواحي مراكش، بعد أن وصل عدد المصابين ب”كورونا”، حتى حدود مساء الاثنين الفارط، في صفوف عمال تابعين للمنجم الكائن ب”دراع لصفر تازاكورت” بالجماعة عينها، إلى 4 حالات مؤكدة، وهم العمال الذين يقطن ثلاثة منهم بأحياء “المحاميد”، “المسيرة”، و”البهجة” بمراكش، بينما يسكن العامل الرابع بالقطب الحضري “تامنصورت”، التابع للمجال الترابي للجماعة القروية “حربيل تامنصورت”. هذا، وعلمت “أخبار اليوم” أن اجتماعا احتضنه مقر عمالة الحوز، أول أمس الثلاثاء، تمحور حول الحالة الوبائية بالإقليم، وقد استأثر موضوع منجم “كَماسة”، الواقع داخل المجال الترابي للجماعتين القرويتين “مولاي إبراهيم” و”تمصلوحت”، بحصة الأسد من المداولات، خاصة وأنه سبق للسلطات الإقليمية بالحوز أن أصدرت قرارا بإغلاقه، ابتداءً من تاريخ الاثنين 23 مارس الفائت، بعدما تأكدت إصابة مهندس تابع لشركة صينية تتولى أشغالا بالمنجم المذكور، قبل أن تنتقل العدوى إلى عمال آخرين، ويصل عدد الحاملين للفيروس في المنجم إلى 10 حالات مؤكدة، غير أن قرار إغلاق هذه البؤرة المهنية لم يستمر سوى ثلاثة أسابيع، قبل أن يستأنف المنجم نشاطه الإنتاجي، في الوقت الذي يؤكد فيه مصدر مسؤول، في تصريح أدلى به للجريدة، أن المصالح المختصة فرضت على إدارة المنجم اتخاذ جميع الاحتياطات وتوفير شروط وظروف السلامة والوقاية للعمال. في غضون ذلك، واستنادا إلى الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الصحة، على الساعة العاشرة من صباح أمس الأربعاء، فقد ارتفع عدد المصابين بالفيروس المستجد بجهة مراكشآسفي إلى 923 حالة مؤكدة، بعد تسجيل ست حالات جديدة.