دقت وزارة الصحة ناقوس الخطر، وأعلنت وجود بؤر انتشار فيروس كورونا المستجد، في وحدات تجارية وصناعية في مدن عدة بالمملكة، معمل لتصبير السمك بالعرائش، والمرشح لأن يكون بؤرة سوداء لفيروس كورونا بالمدينة، خاصة وأنه يشغل حوالي 5آلاف عامل وعاملة. اسية اسم عاملة بالمعمل، تقول ل »فبراير » إن النتائج التحليلات المخبرية تؤكد إصابة حوالي12 حالة بفيروس كورونا، بعد مخالطتهم لزميلة عمل، فارقت الحياة قبل أيام جراء مضاعفات الاصابة بالوباء. وفاة إحدى العاملات بالمعمل كانت تعاني قيد حياتها من وباء كورونا، تقول أسية، خلف حالة من الرعب والخوف في نفوس كل العاملين داخل هذه الوحدة الصناعية. » وأشارت المتحدثة إلى أن « العاملات والعمال طالبوا من الشركة توقيف العمل، مع تفشي فيروس كورونا بالمغرب، لكن ذلك لم يتم إلى بعد سقوط عدة حالات داخل المعمل جراء اصابتهم بالفيروس. » وأضافت العاملة، أنه يتم لحدود الساعة إجراء كل التحليلات المخبرية على العاملين داخل المعمل، بل تم إخبارنا من طرف عون السلطة « المقدم » بالإلتزام بتدابير الحجر الصحي بمنازلنا، للتأكد من عدم إصابة العاملين بالفيروس، وتواصل معهم في حالة ظهور أي أعراض لإخضاعهم للتشخيص وإجراء التحاليل اللازمة. وكانت المديرية الجهوية للصحة بطنجة، قد أعلنت، أن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد بإقليم العرائش بلغ، إلى غاية يوم أمس الأحد، 28 حالة إصابة مؤكدة مقابل شفاء 3 حالات ووفاة واحدة. وفي هذا السياق، يؤكد عزيز غالي، الدكتور في الصيدلة، أن حديث وزير الصحة حول سيطرة المغرب على كورونا، هي مجرد أوهام، مع تخوف دولي من هذا الفيروس، مشيرا إلى أنه لايمكن الحديث عن السيطرة على الفيروس، دون توسيع قاعدة التحليلات المخبرية، لكي يظهر لنا الوضع الوبائي بالمغرب. » وأبرز المتخصص في علم البيولوجي، في تصريح ل »فبراير »، أن هناك تناقضات في قرارات الدولة، إذ طلب الوزير من الناس المكوث في المنازل والالتزام بالحجر الصحي، في حين هناك مجموعة من الشركات والمعامل، قامت بإعادة تدوير عجلاتها، وفرضت على العاملين داخلها بالإلتحاق بالعمل، ونذكر هنا شركة » الكابلاج » بالقنيطرة، التي تضم حوالي 2 ألفين عاملة، ومعمل طنجة كذلك. » وأشار غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنه في « حالة تسجيل حالة إصابة واحدة، بفيروس كورونا، داخل هذه المعامل، فستحول هي الأخرى إلى بؤرة للفيروس، قد يصعب السيطرة مع انتقال العدوى لعائلات العاملين داخل هذه الوحدات الصناعية. » وشدد غالي على أن بعض الوحدات الصناعة لا تنضبط لقرارات الدولة، وحالة الطوارئ التي فرضتها المملكة، مؤكدا على أن » ما يقع في الآن في هذه الوحدات الصناعية، يفسد كل ما قام به المغرب خلال هذه الفترة التي استغرقها في فرض الحجر الصحي على كل ربوع المغرب. »