كيفية صلاة التراويح؟ وهل هي جائزة في حال صلاها الفرد في المنزل؟ ولها الأجر نفسه مع التي تصلى جماعة؟ صلاة التراويح من الصلوات التي يعرفها المسلمون جميعا، ولا تخفى عليهم في رمضان، لأنهم يجددون العهد معها كل عام. وهي مجموعة من الركعات التي تكون بعد الانتهاء من صلاة الفريضة (العشاء)، فيصلي بهم الإمام ركعتين ركعتين… وهي جائزة إقامتها في المنازل، لأنها من النوافل. وهذا هو أصلها الذي كان زمن النبوة، وخلافة أبي بكر، وشطرا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم. ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام التراويح في المسجد ثلاث ليال، ثم أوقفها نهائيا حتى مات. جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت التراويح، وأنه عليه الصلاة والسلام لم يصل بالناس في اليوم والرابع وباقي شهور رمضان الأخرى، ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها” (صحيح البخاري). والأصل في النوافل هي البيوت لا المساجد، لعدة اعتبارات ذكرها العلماء. ولها الأجر نفسه إن شاء الله تعالى إن صليت في المنازل، سواء زمن هذا الوباء أو حتى بعد هذا الزمان. والفرائض هي التي بنيت لها المساجد لا النوافل. هل يسمح بالصيام في ظل الظروف الراهنة جراء ما يعرف العالم من حرب ضد فيروس كورنا؟ وهل تعتقد أن الصيام قد يعرض الناس للخطر؟ الصيام كائن إن شاء الله تعالى وواجب في أزمنة الأوبئة أو في أزمنة الصحة والعافية. وفي أزمنة البلاء يحتاج الناس إلى مزيد من العبادة والتضرع والدعاء للعلي القدير أن يرفع عنهم ما نزل بهم، ويعمم الأرض بالأمن والصحة والعافية والستر. والذي يجعل الإنسان المسلم لا يصوم، هو وجود عذر من أعذار عدم صومه، كالمرض أو السفر وغيرهما، لقوله تعالى: ﴿فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر﴾ [البقرة: 184]. فمن قرر له الأطباء الامتناع على الصيام حفاظا على صحته، فلا يحق له تعريض نفسه للمخاطر. ومن كان في صحة جيدة فلا يسقط فرض الصوم عنه، وهو آثم شديد الإثم بإفطاره. وأما سؤالكم عن موقفي من تعريض الصيام الناس للخطر، فهو مبني على قول الأطباء. وقد أكدوا أن لا خطر على الناس في الصوم، بل نصحوا به لتقوية المناعة. ما هي الرخص التي يمكن أن تستثنى منها الفرد من الصيام؟ الرخص التي تجعل المسلم لا يصوم هي الأعذار الشرعية، ومنها: المرض، السفر، الحامل أو المرضع التي تخشى على نفسها أو جنينها، الحائض، النفساء… فهؤلاء هم الذين لهم العذر في الصيام. ولهم قضاؤه بعد خروجهم منه. ما هي النصائح التي يمكن تقديمها للناس من أجل أن يكون صومهم صحيحا؟ ومما ننصح به أنفسنا والمسلمين: 1 أن يحمدوا الله عز وجل على العافية، ولا يتوقفوا عن الدعاء لأنفسهم وأهليهم لبلدهم وأمتهم والناس أجمعين بمجامع الأدعية التي أمرنا بها، لما ورد في كتاب الله تعالى: ﴿ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم﴾ [غافر:60]. 2 أن لا يجعلوا الصيام فرصة لجنون الاستهلاك، فإن من مقاصد الصوم التقليل من الطعام حتى يجلبوا العافية لبطونهم، والتقوى لدينهم. 3 أن يحافظوا على فرائضهم من صلاة وصيام وغيرهما. 4 أن يجتهدوا في فعل الخير، وترك الشرور والآثم. أستاذ التعليم العالي للدراسات الإسلامية/ الدار البيضاء