لاتزال محنة عشرات المواطنين المغاربة الذين علقوا في الحدود البرية بين المغرب وإسبانيا، إثر قرار إغلاق الحدود البحرية والبرية أمام المسافرين القادمين أو المتوجهين من المغرب وإلى أوروبا، منذ ليلة الجمعة الماضية، في إطار التدابير الوقائية لمجابهة جائحة وباء “كورونا”، ما تزال مستمرة إلى غاية، أمس الاثنين، قضاها المواطنون المغاربة في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وآخرون لزموا سياراتهم. وكشف شاهد عيان، وهو مقاول مغربي في قطاع النسيج والألبسة، كان في مدينة برشلونة في مهمة مهنية، وصادف عودته برا عبر مدينة سبتةالمحتلة، قرار السلطات المغربية والإسبانية، وقف رحلات المسافرين منتصف ليلة الجمعة، أن السلطات الإسبانية قررت ترحيلهم على متن باخرة فجر أمس الاثنين، إلى ميناء الجزيرة الخضراء، من أجل توفير ظروف أحسن، حيث توجد متاجر قريبة ومرافق صحية. وحكى المتحدث في اتصال هاتفي مع “أخبار اليوم”، صباح أمس، أنهم مشوا ثلاثة أيام في ظروف قاسية في المعبر الحدودي بين مدينتي الفنيدقوسبتة، وعلى الرغم من توجيههم نداءات النجدة إلى السلطات المغربية عبر تسجيلات مصورة، يظهر فيها المعنيون رفقة أطفالهم، لكن لم يتلقوا أي تواصل من مخاطب رسمي. وأضاف المتحدث نفسه، أنهم ربطوا الاتصال بالقنصلية المغربية في الجزيرة الخضراء عبر الهاتف، نهار يوم الجمعة، لكن مصالحها طلبت منهم التريث والصبر، في انتظار إيجاد حلول عما قريب، لكن مرت ثلاثة أيام ينتظرون دونما جدوى، ما أجبرهم على الاستسلام والمبيت في العراء في ظروف صعبة، إلى أن تدخلت السلطات الإسبانية ورحلتهم إلى مكان تتوفر فيه الخدمات الأساسية. وتابع المصدر نفسه، أن العالقين المغاربة ناشدوا السلطات بالسماح لهم بعبور الحدود البرية، من أجل عودتهم إلى ديارهم، غير أنهم تفاجؤوا بالمصالح القنصلية في الجزيرة الخضراء، تطلب منهم الالتحاق بأماكن للعزل الصحي، في إطار التدابير الوقائية لمحاصرة انتشار وباء فيروس كورونا، في انتظار إذن السلطات السماح بعودتهم إلى التراب الوطني. من جانبه، كشف رشيد الورديغي، رئيس الهيأة المغربية للمقاولات، أنه اتصل بالوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، نزهة الوافي، وأبلغها عن ظروف نحو 150 مواطنا مغربيا عالقا في الجانب الإسباني، بينهم مقاولون وأصحاب شركات، يتوفرون على تذاكر العودة، لكنهم ينتظرون إذنا أو ترخيصا استثنائيا من جانب السلطات المغربية. وطالب رئيس الهيأة المغربية للمقاولات، المسؤولة الحكومية البحث مع السلطات المعنية عن طرق لإجلاء المغاربة العالقين في الحدود، والذين تنتظرهم التزامات مهنية وواجبات إدارية يتعين عليهم استكمال إجراءاتها، ومتابعة أنشطتهم الاقتصادية حين عودتهم إلى مدينة طنجة.