علِقَ ما يقارب 120 مواطنا مغربيا بمعبر باب سبتة، منذ الجمعة الماضي، عقب إغلاق السلطات المغربية معابرها الحدودية، وتعليق الرحلات الجوية إلى عدد من البلدان الأوربية، في إطار الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس "كورونا" بالمملكة. وقال محمد عبكار، المحامي بهيئة تطوان، أحد العالقين بالثغر المحتل، في تصريح لهسبريس، إن "الإشكال الذي يواجه المغاربة العالقين هنا هو انعدام المخاطب الذي بإمكانه التجاوب مع مطلب تمكينهم من ولوج التراب الوطني"، موضحا أن "القنصلية المغربية بالجزيرة الخضراء لا تجيب على اتصالاتهم، في وقت تمنعهم السلطات الإسبانية من التوجه نحو المعبر، ولجأت إلى تجميعهم بالساحة المحاذية لشاطئ 'تشوريجو'..". وتابع عبكار: "السلطات الإسبانية لديها تعليمات بغلق المعبر نهائيا في وجه جميع الراغبين في دخول التراب المغربي، والجميع في حالة انتظار وترقب لما ستعلنه السلطات المركزية بالرباط"، مشيرا إلى أن "آخر الاتصالات التي أجريت مع بعض المسؤولين خلصت إلى عدم وجود قرار في اتجاه إمكانية فتح الحدود في وجه العالقين، وإلى أن القرار الحالي سيستمر لفترة تصل إلى 14 يوما، وقد يتم تجديدها، حسب تسارع الأحداث". من جانبه، أوضح حسن، أحد العالقين بالمعبر الحدودي، أن "المغاربة العالقين بباب سبتة، والذين يقارب عددهم 120 شخصا، يعانون ظروفا غير إنسانية، منذ الجمعة الماضي، جراء المبيت في العراء، دون مأوى وأغطية"، مشيرا إلى أن "هناك أطفالا وشيوخا ونساء عرضة لتقلبات الجو، من برد وأمطار، ودون أكل أو شرب، خاصة بعد تطبيق قرار حظر الخروج من المنازل اليوم، الذي دفع كل المطاعم والمقاهي والمحلات إلى الإغلاق". واستغرب المتحدث ذاته السماح للإسبان بمغادرة التراب المغربي عبر المعبر الحدودي، "فيما منع المغاربة من العودة إلى ديارهم"، وزاد: "تم تركنا عالقين هنا، في وقت تتواصل حركة عبور أجانب من مختلف الجنسيات"، مضيفا: "لولا تدخل جمعيات خيرية سبتية خلال اليومين الماضيين لكان وضعنا كارثيا". ودعا المتحدث السلطات المغربية إلى "فك العزلة عنهم"، موردا: "نحن الآن بدون أكل أو شرب، بعد حظر الخروج من المنازل الذي طبقته السلطات الإسبانية". وفي السياق ذاته أوضح عبد السلام، متطوع بجمعية خيرية سبتية، أن "المغاربة العالقين بباب سبتة يمثلون عاملات وعمالا بالمدينة، وبعض من كانوا في جولة سياحية بإسبانيا، ولم يتمكنوا من الوصول إلى المعبر قبل موعد إغلاقه، وحالات معدودة جدا من الجالية المغربية القادمة من إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا". وأشار الناشط الجمعوي السبتي إلى أن "الجمعيات الخيرية بسبتة بذلت مجهودات كبيرة من أجل استصدار قرار بنصب خيام للإخوان المغاربة العالقين بالمعبر، خاصة في ظل التساقطات المطرية الأخيرة، غير أن السلطات الإسبانية لم تستجب للطلب"، مؤكدا أن العالقين "يعانون وضعية مزرية، خاصة مع غياب أي مساعدة تقدمها لهم السلطات الإسبانية، ومع تطبيقها قرار حظر الخروج من المنازل".