تساءل الفنان محمود بوحسين عن مصير الفنانين، بعد قرار منع كل المهرجانات، والتجمعات، التي يتجاوز عدد المشاركين فيها 1000 مشترك، مخافة من تفشي وباء كورونا، معتبرا أن قرار وزارة الثقافة والشباب والرياضة لم يضع في الحسبان مصلحة الفنانين، خصوصا، الذين يشكل الفن مصدر رزقهم. ونشر محمود بوحسين، الذي يشغل منصب رئيس النقابة الوطنية للفنون الدرامية، تدوينة مطولة، عنونها ب”الفن في زمن الكورونا”، معتبرا من خلالها أن الوزارة استنسخت تدابير الحماية من وزارة الداخلية، متسائلا عن الإجراءات المتخذة من طرف الوزارة” لضمان سير الحركة المسرحية والفنية دون أن تتأثر بهذه الإجراءات الوقائية، ودون أن تتضرر أيضا الشغيلة الفنية والمهنيون العاملون والمرتبطون بالثقافة والفنون بشكل أعمق.” وتساءل بوحسين في تدوينته: “ما مصير المهنيين في ظروف مستجدة وطارئة كهذه والحال أن العديد منهم يشكل الفن مصدر رزقهم الوحيد؟ وهل يفكر القائمون على المجال في شروط استثنائية، تضمن حدا مقبولا من مصدر عيشهم؟ وكيف سيتم التعامل القانوني مع التظاهرات المنظمة، وتعاقداتها المبرمة في هذا السياق؟ وما الذي ينبغي القيام به لحماية الحياة الثقافية من الآثار السلبية لهذا “الطارئ بعد انتهاء الأزمة؟ والعديد من الأسئلة العالقة. وأضاف بوحسين: “فكل إجراء احترازي ذي أبعاد أمن-صحية، ينبغي أن توازيه تدابير تحمي المجالات المتضررة ضمانا لسيرورتها ولو في شروط، وسياقات استثنائية، بحيث من الطبيعي أن تكون لكل إجراء انعكاسات جانبية ينبغي أن يتم تطويقها، وأن تستتبعها إجراءات أخرى موازية، حسب الاختصاص، وليس تكرار الإجراء الوحيد فقط”. وعبر بوحسن عن خوفه من أن يتحول كورونا إلى سبب يتذرع به المسؤولون للتنصل من مسؤولياتهم، وقال عن الأمر: “الخوف كل الخوف، إذن، أن يتحول الوباء لمشجب تعلق عليه كل الإخفاقات، ويصبح بمثابة القشة التي سيتمسك بها بعض المتنصلين من مسؤولياتهم، ممن يعتقدون، في قرارات أنفسهم، وهم المكلفون بتدبيرها، ويا للغرابة، بأن الثقافة ليست سوى عبئا على أكتافهم”. واعتبر بوحسين في التدوينة نفسها أن الاجراءات المتخذة بسبب كورونا، تنضاف إلى مجموعة من العوائق، التي تواجه المجال المسرحي، وقال: “وبهذا يضاف “كرونا” إلى ستة أشهر “البلوكاج” الحكومي السابق، الذي انعكس باقتطاع ستة أشهر من كل موسم ثقافي، زيادة على تعطل انطلاق الموسم الثقافي الحالي، والصيف على الأبواب، كما لا ننسى التدافع الانتخابي المقبل، وتداعياته، زد على ذلك انتظار تشكيل الحكومة المقبلة، وبعدها الوقت الطويل، الذي سيحتاجه المسؤول الحكومي الجديد لاستيعاب طبيعة المشهد، ثم استعادة نقطة توقفه. كل هذا ينذر بزمن ضائع قد يرهن المشهد الثقافي لموسمين، أو ثلاتة، والحكم عليه من جديد بالعودة إلى مربع الانطلاق. واختتم بوحسين تدوينته بكتابة: “الإجراءات الحمائية ضرورة ملحة، لأن صحة المواطنات، والمواطنين فوق كل اعتبار مهما كانت الظروف، لكن يظل السير العادي للمجال، ومواصلة التخطيط لمستقبله، ولو في سياقات استثنائية، أمرا مطلوبا كذلك، ويحتاج إلى حلول مبتكرة، لا سيما من قطاع يرعى الإبداع”. يذكر أن وزارة الثقافة والشباب والرياضة أصدرت دورية تحث فيها مصالحها على منع كل التجمعات، والتظاهرات، التي يتجاوز عدد المشاركين فيها 1000، وكل المهرجانات باستثناء المواسم، كإجراء ضمن سياسة اليقظة ضد فيروس كورونا.