كشف صحافي استقصائي إسرائيلي، في كتاب صدر حديثاً، حول عملية لم يُكشَف مصير جثمان ضحيتها منذ 55 سنة، ضمن تفاصيل اختطاف، واغتيال الزعيم اليساري المغربي، المعارض، المهدي بن بركة، أن جثة الأخير موجودة تحت متحفٍ في غابة بوركون. وتحدث الصحافي، رونين بيرغمان، عن تعاون مخابراتي مغربي إسرائيلي أمريكي فرنسي، يقضي بتسهيل المخابرات المغربية لنظيرتها الإسرائيلية التنصت على قمة عربية عقدت في المغرب، مقابل تنفيذ العملية، التي قامت بها المخابرات المغربية بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، والأمريكية، وعملاء للمخابرات الفرنسية. وتطرق بيرغمان، حسب ما نقلته صحيفة “القدس العربي”، في كتاب بعنوان “قم واقتل أنت الأول: القصة السرية للاغتيالات الموجهة برعاية إسرائيل”، لمشاركة الموساد الإسرائيلي في التخلص من المهدي بن بركة، في عملية شملت مراقبته ومتابعته، قبل اختطاف يوم 29 أكتوبر 1965، من أمام مطعم «ليب» في سان جيرمان في العاصمة الفرنسية باريس، مقابل الخدمة، التي قدمتها المخابرات المغربية لإسرائيل “لأنه في عالم الاستخبارات لا شيء مجاني”، حسب تعبير الكاتب. وقال الصحافي، الذي يعمل محللاً سياسياً، وعسكرياً لدى صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، وكاتباً لدى صحف عالمية مثل “نيويورك تايمز”، و”الغارديان”، إن المخابرات المغربية “قدمت خدمة ضخمة للإسرائيليين من خلال منح الموساد القدرة على التنصت على المحادثات السرية للزعماء العرب في إحدى القمم العربية، التي انعقدت في المغرب». وذكر الصحافي نفسه أن الموساد الإسرائيلي لم يشارك في خطف، وتعذيب المهدي بن بركة، بل ساعد على تعقبه حتى اختطفه المغاربة، ثم ساعد الذين نفذوا عملية الاغتيال على التخلص من جثته، التي أشار إلى أنها دفنت تحت ما يُعرف اليوم باسم متحف “لوي فيتون” في غابة بوركون في باريس، بعدما “نقلوها إلى غابة، وألقوا بها في حفرة عميقة، وقاموا برشها بمادة كيميائية حتى تتحلل بسرعة”. يذكر أن المهدي بن بركة اختفى، في أكتوبر 1965، بينما كان موجودا في شمال فرنسا، وهو من أبرز السياسيين المغاربة، وأكبر معارض اشتراكي للملك الراحل الحسن الثاني، الذي قال عن مقتله، من اغتال بن بركة هو من تآمر عليه، وحاول اغتياله، مشيراً إلى الجنرالين محمد أوفقير، وأحمد الدليمي.