استقبل الجنرال دو كور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، عبد الفتاح الوراق، مطلع الأسبوع الجاري، في مقر القيادة العامة بالرباط، نظيره الجنرال والمدير العام للقيادة العامة العسكرية الدولية لحلف شمال الأطلسي، هانس-فيرنير فييرمان. وجاء في بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن المباحثات تناولت التعاون العسكري بين القوات المسلحة الملكية والقيادة العسكرية للناتو. وجدد المسؤولان، اللذان أعربا عن ارتياحهما لمستوى ومتانة وجودة واستدامة التعاون الثنائي، الرغبة المشتركة في تعزيزه وتعميقه أكثر، من خلال تقاسم التجارب والخبرات. ويشمل التعاون بين الطرفين، حسب البلاغ، الاجتماعات والزيارات من مستوى عال، والدورات التدريبية، وتبادل الزيارات الإخبارية، وتوقفات المجموعات البحرية لحلف الأطلسي، والمشاركة في مختلف التدريبات. وتدخل زيارة الجنرال، هانس-فيرنير فييرمان، في إطار الإعداد للتدريب الجهوي للناتو «ريجيكس 20» الذي سيقام هذه السنة بالمغرب في شهر نونبر 2020. وستكون غاية التدريب تحسين قابلية العمل المشترك في مجالات تخطيط العمليات واستعداد القوات، وسيعرف مشاركة حوالي ثلاثين ممثلا للبلدان الشريكة لحلف شمال الأطلسي. وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري، عبد الرحمن مكاوي، إن للمغرب علاقات تاريخية ووطيدة مع حلف شمال الأطلسي منذ تأسيسه، كما أن المغرب كان منخرطا دوما في علاقات تعاون مع الناتو ما دفع الحلف إلى اعتباره شريكا وفيا له. وأضاف مكاوي أن الرباط، في مباحثاتها مع الحلف، ستبقى مستفيدة دوما من تبادل المعلومات العسكرية، والمناورات المشتركة مع المنظمة الدولية في سياق جماعي مع كل دولها الأعضاء، أو بشكل ثنائي مع إحدى هذه الدول، أو غير ذلك من أشكال التعاون والتنسيق، كما هو الحال في المناورات التي تبرمجها القوات المسلحة الملكية المغربية مع القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسبانية. ويعتبر الخبير العسكري أن التنسيق على أعلى مستوى بين «شمال الأطلسي» وشريكه المغرب يثمن ثقة الحلف في الكفاءة القتالية لعناصر الجيش الملكي المغربي، الذي يعتبر من أهم الجيوش في إفريقيا، بتوفر المغرب على التكنولوجيات الحربية الحديثة، وهو ما جرى عن طريق صفقات عسكرية تخص العتاد والتجهيزات المتطورة برا وبحرا وجوا. ويضيف مكاوي أن التنسيق العالي مع حلف الناتو يأتي في إطار تعزيز فاعلية المغرب في استعمال التكنولوجيات المتطورة، خاصة أن للمنظمة العسكرية الدولية نفوذا وإمكانيات ضخمة. ويضيف الخبير في القضايا العسكرية أنه ليس من الغريب أن تنسق المنظمة العسكرية الغربية في المنطقة مع الجزائر، فجار المغرب الشرقي فاعل رئيس إقليميا، كما أن الحلف مهمته الرئيسة هي الحفاظ على مصالح أعضائه الاقتصادية والجيو-استراتيجية، وهو ما يقتضي التنسيق مع الجميع، إلا أن مكاوي أكد أن العلاقة التي تربط حلف الناتو بالرباط تختلف كليا عما يجمعها بالجزائر، فعمليا، العتاد الحربي الذي يمتلكه الجيش الوطني الشعبي الجزائري تحظى بحصة الأسد منه الصناعة الروسية أو الصينية، وهي عدة حربية غير مستعملة من لدن الحلف. وقال المتحدث إن تعامل الناتو مع الجيشين المغربي والجزائري سيكون مختلفا تماما، لأن لكل منهما عقيدة مختلفة، سواء تعلق الأمر بالأسلوب أو باستراتيجيات العمل، الأمر الذي دفع مكاوي إلى التعبير عن اعتقاده بأن الحلف الدولي له علاقة سطحية مع الجيش الشعبي في الجزائر ووزارة دفاعها. ويرى الخبير العسكري أن المناورات التي جمعت الجزائر وإسبانيا، باعتبارها عضوا في حلف شمال الأطلسي، لم تكون مفيدة للجانبين، على عكس ما تقوم به الجزائر من مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا، حيث يكون حينها العتاد معلوما ومعروفا من لدن الجانبين.