اختار سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، خلال حضوره بفاس في المهرجان الختامي للأبواب المفتوحة التي ينظمها حزبه بمدينة فاس في نسختها السادسة، مساء أول أمس الأحد، ليرسل رسائل قوية لأكثر من جهة، خصوصا إلى حلفائه وخصومه على حد سواء، حيث تحدث عن” المشوشين” الذين يهاجمون حكومته وحزبه. ونعتهم زعيم “المصباح” على غير عادته ب”البلطجية”، فيما شدد على مواصلة البيجيدي لمقاومته للمفسدين ودعاة العدمية والتيئيس كما سمّاهم، كما دعا أعضاء حزبه وأنصاره، إلى التسلح بالأمل والعمل للرد على من يريدون رحيل حزب العدالة والتنمية، والذي تنبأ له العثماني بتصدره لانتخابات 2021. وقال العثماني، مخاطبا من وصفهم بالمشوشين وخصوم حكومته وحزبه، بدون أن يستثني الحلفاء منهم في أغلبيته الحكومية: “إن التشويش الذي يتعرض له الحزب باستمرار، دليل على قوة العدالة والتنمية وليس دليلا على ضعفه”، مضيفا: “لأنهم فشلوا في فرض حضورهم وتصوراتهم الحزبية بساحة الديمقراطية وإقناع المواطن عبر آليات العمل السياسي الجاد والمسؤول، ولأنهم عجزوا في التنافس معنا بالميادين، اختاروا طريق التشويش وركوب البلطجة، والتي باتت، يقول العثماني، ظاهرة نعاني منها في عدد من المدن والقرى، والتي يدبر شؤونها منتخبو العدالة والتنمية”، قبل أن يضيف، “في جميع الأحزاب، هناك وطنيون شرفاء صادقون، وهناك، أيضا، أشرار لا تتحكم فيهم الأحزاب”. وفي رده القوي على”المشوشين”، قال العثماني، “إن الكثيرين من خصومنا يريدون رحيلنا، لكننا سنبقى صامدين لنواصل بلوغ أهداف برنامجنا الانتخابي، والذي قدمناه للمغاربة”، مردفا، “سنستمر في محاربة الفساد والتصدي لجيوب المقاومة، والتي تسعى إلى عرقلة طريق الإصلاح”. في المقابل دعا العثماني أعضاء حزبه وأنصاره، إلى عدم الاكتراث “بالمشوشين”، قائلا: “لا تخشوا المشوشين، ولا تخافوا من البلطجية، حاربوهم بمواصلة طريق الإصلاح والتصدي لمن يتعانقون مع الفساد”. وأشاد الأمين العام، وهو يسعى إلى حشد عزائم أنصاره، بعمل مناضلي ومناضلات حزب العدالة والتنمية، قائلا: “إنكم شرفتم وطنكم وحزبكم، فنشاطكم في البرلمان وفي الجماعات الترابية وفي الشارع مع الناس وبالقرب منهم، يزداد قوة، وهذا طريقنا نحو النجاح”. وفي هذا الصدد، توقع العثماني بأن يتصدر حزبه استحقاقات 2021، و”لبلوغ هذا الهدف، لا بد من الثقة في ملك البلاد، وفي قدرات المغرب، والأمل في مستقبله، واحترام الشعب المغربي في ذكائه وتطلعاته، أما الباقي، فإنه كالزبد يذهب جفاء”، يضيف العثماني. من جهته، اشتكى إدريس الأزمي، في حضور العثماني، من هجوم حزب حليف بالحكومة، يستهدف تدبير حزب العدالة والتنمية لشؤون مدينة فاس، حيث قال: “هناك آلة رهيبة تصنع الأكاذيب، وتوجه الإساءات لحزب العدالة والتنمية بفاس، بغرض ضرب تجربته بالمدينة، وتبخيس منجزاته”. والغريب، يردف الأزمي، أن من وصفهم ب”الجهلة الفاسدين”، يصرفون الأموال الطائلة لتجييش الأطفال والجانحين والشباب العاطلين عن العمل والنساء في وضعيات صعبة، على طريقة ظاهرة “ولد زروال”، لممارسة البلطجة والتشويش على العمل السياسي والتدبيري لحزب العدالة والتنمية بفاس”، وذلك في إشارة من الأزمي للبرلماني من حزب أخنوش، والمنسق الإقليمي لحزبه بفاس، رشيد الفايق، والذي لم يذكره بالاسم. واتهم الأزمي حزب التجمع الوطني للأحرار ومنسقه الإقليمي، بالتشويش على حزبه وعمل مجلسه بالجماعة الحضرية لفاس بطرق غير سياسية، حيث شدد الأزمي في رسائله القوية الموجهة لخصوم حزبه بفاس، أن “فاس أصبحت محصّنة ضد الفساد، وضد خرق القانون وضد الولاءات والبلطجة”، مردفا أن “العدالة والتنمية في تدبيره شؤون الحاضرة الإدريسية، قطع مع كل هذه الممارسات التي كانت تسيء إلى المدينة وتحدّ من تنميتها”، وذلك “لما انتصرنا مع المواطن الفاسي لاعتماد منهجية جديدة، مبنية على حسن التدبير والحكامة الجيدة”، يتابع الأزمي في كلمته بالمهرجان الختامي للأبواب المفتوحة لحزبه بفاس. ورد المنسق الإقليمي لحزب الأحرار بفاس، رشيد الفايق في اتصال هاتفي مع “أخبار اليوم” معلقا على الاتهامات الموجهة إليه في حضرة رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، صدرت في حقه من عمدة فاس، إدريس الأزمي، وزميله في الحزب الكاتب الإقليمية للبيجيدي، محمد الكبيري، حيث قال الفايق، إن “من نفذوا احتجاجات ضد حزب العدالة والتنمية، بموازاة مهرجانهم الختامي للأبواب المفتوحة بفاس، مساء يوم أول أمس الأحد، مطالبين برحيل الأزمي، لا علاقة لهم بحزب التجمع الوطني للأحرار، وحجة الفايق على ذلك أنه بصفته منسقا إقليميا لحزب الحمامة بفاس، أصدر بلاغا صبيحة يوم التجمع الجماهيري للبيجيدي بمركب الحرية، دعا فيه أعضاء حزبه الوطني إلى عدم التوجه لمكان التجمع أو الاقتراب منه، درءا، كما يقول الفايق، لكل اتهام بالتشويش على لقاء رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الحليف لحزب الأحرار، قد يوجهه البيجيدي للتجمعيين بفاس، لكنه في مقابل ذلك، شدد الفايق، أنه لا يقبل اتهامه وتنظيمه كل مرة بجريرة أي احتجاج أو غضب جماهيري على البيجيدي، معلقا: “باركا من استغلال مقولة طاحت الصمعة علقو الحجام”، يُورد رشيد الفايق في رده على اتهامات الأزمي له.