جاءت رياح التغيير بأمريكا اللاتينية بما تشتهيه سفن الدبلوماسية المغربية، إذ أطلق المغرب حملة جديدة عنوانها اختراق آخر تكتل حصين داعم لجبهة البوليساريو في هذه القارة، وهو التحالف البوليفاري من أجل أمريكا، المعروف اختصارا ب”ALBA”، إلى جانب ربط الاتصالات مع دولة الإكوادور، في أفق سحب اعترافها بجبهة البوليساريو. بالموازاة مع ذلك، يلاحظ أن وزارة الخارجية المغربية أصبحت تعطي هامش الحركة للسفراء المغاربة في هذه القارة للتواصل مع كبيرات وسائل الإعلام فيها من أجل التعريف بالقضية الوطنية والثقافة المغربية، وهو الشيء الذي اتضح جليا في الأرجنتين، مع صول الرئيس اليساري الجديد، ألبيرتو فيرنانديث، إلى الحكم، وفي كولومبيا. هذا، دون إغفال قرار دولة السلفادور، أول أمس الخميس، التي فتحت سفارة لها بالرباط بعد قطع علاقتها في يونيو الماضي مع البوليساريو، وقبلها كانت دولة كوبا أعلنت فتح سفارة لها بالمغرب. وفي الوقت، الذي عرفت فيه الشهور والأسابيع الأخيرة حركات اجتماعية في دول لاتينية مثل نيكاراغوا، فنزويلا، الإكوادور والبيرو، كولومبيا، الشيلي، وبوليفيا، كان الخبر السعيد للمغرب، هو سقوط الرئيس البوليفي المطاح به، إيفو موراليس، في بداية نونبر الماضي، والذي كان معاديا للمغرب وحليفا استراتيجيا للبوليساريو. إذ قامت الرئيسة المؤقتة الجديدة، جنين آنييث، بالانسحاب من “التحالف البوليفاري”، لأنه لا يخدم مصالح الخارجية، كما غيّرت أكثر من 80 في المائة من الدبلوماسيين. هذا المعطى الجديد قد يسمح للدبلوماسية المغربية بإقناع الحاكمين الجدد في بوليفيا بشرعية القضية الوطنية. وصول لينين بولتير مورينو غارسيس إلى رئاسة دولة الإكوادور بدل رفائيل كورييا، حليف البوليساريو وآل كاسترو وموراليس، في ماي الماضي، سيكون من شأن فتح صفحة جديدة، أيضا، في العلاقات الدبلوماسية المغربية الإكوادورية، في أفق أن تسحب “كيتو”، اعترافها بالجبهة الوهمية، وفق مصادر مطلعة. وتابعت المصادر ذاتها، كذلك، أن المغرب من شأنه أن يفتح صفحة جديدة مع دولة الأوروغواي، أحد معاقل البوليساريو، بعد انتخاب القومي لويس لاكاي بو عن الحزب الوطني، رئيسا للجمهورية خلفا لليساري تاباري فاسكيس، الذي لم يكن يحمل أي ود للمغرب. فيما استطاع المغرب أن يربط علاقات جيدة مع المعارضة الفنزويلية في شخص الرئيس المؤقت خوان غوايدو. كما أن نظام دانييل أورتيغا في نيكارغوا، المعادي للمغرب والداعم للبوليساريو، أصبح محاصرا ومهدد بالسقوط بسبب الاحتجاجات الشعبية. فحتى وكالة الأنباء الإسبانية، نقلت عن مراقبين، أن “التغييرات السياسية والأزمة التي تعرفها العديد من البلدان الأمريكية اللاتينية المنتمية إلى التحالف البوليفاري للشعوب الأمريكية تخدم المغرب من أجل كسب حلفاء لدعم أطروحته بخصوص نزاع الصحراء الغربية”. وذكرت أنه إلى حدود الساعة كل التحالف البوليفاري يحتضن سفارات البوليساريو، ويدافع عنها بشراسة في المنتديات الدولية. في السياق عينه، قام السفير المغربي بالأرجنتين، فارس ياسر، بزيارة إلى صحيفة “لاناثيون” الأرجنتينة، بداية الشهر الجاري، بمناسبة الذكرى ال150 لتأسيسها، وهي واحدة من أعرق الصحف في العالم الجديد. كما عقد اجتماعا مع المسؤولين عن الصحيفة، وقدم لهم هدية رمزية باسم الدولة المغربية. أما السفيرة المغربية بكولومبيا، فريدة لوداية، فقد أجرت في ال10 من الشهر الجاري حوارا مع صحيفة “الإكسبيكتاتور” الكولومبية العريقة، بمناسبة مشاركة المغرب كضيف شرف في أحد معارض الصناعة التقليدية، حيث دافعت عن الثقافة والصناعة التقليدية المغربيتين. وفي المغرب، وشّحت جامعة ابن الزهر بأكادير الصحافية الدومينيكانية، كينيا باسيليس، التي تكتب بشكل مستفيض عن المغرب باللغة الإسبانية، نظرا إلى مساهمتها في التقارب والتعارف بين المغرب وأمريكا اللاتينية.